في الوقت الذي يتداعى فيه جميع الموريتانيين إلى كلمة سواء، من أجل صناعة مستقبل بلدهم عن طريق الحوار الذي ارتضوه نهجا بديلا عن كل الطرق الأخرى التي أثبتت إفلاسها، يطالعنا الإعلام ببيان من المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، يعكس نهج هذا المنتدى وفلسفته التي عرفناها جميعا، والتي لا تخرج عن عبارات (.....) وتهم لا يعضدها دليل، مصدرها خيال تكون في العهود الاستثنائية، وتعود أصحابه على اختطاف الدولة وارتهانها.
نحن نتفهم مرارة أصحاب البيان لفشلهم في مواصلة مشروعهم التدميري أولا، ولعزوف الموريتانيين عنهم ثانيا. فمتى كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز بحاجة إلى الغموض في صياغة مخرجات حوار هو من دعا إليه أكثر من مرة غير مجبر على ذلك، مدعوما بالثقة التي أعطاه الشعب والتي لا يمكن أن ينزعها غيره ؟!.
هذا الرئيس ـ يا خَلطة المنتدى ـ هو من وقف لرد كل الأخطار المحدقة بالبلاد في أصعب الفترات التي تمر بها المنطقة، وفي وقت كنتم تنفخون في نار الفتنة والفوضى تأسيا بمن لازالوا يدفعون أثمان أفعالهم من شعوب المنطقة، ففتح الإعلام على مصراعيه، وأطلق الحريات السياسية دون أدنى قيد، وأمن البلاد في لحظة الخوف يوم انهزمتم جميعكم وأوغلتم في الانهزام.
لقد اخترتم المغالطة بدل المكاشفة، حين زعمتم ان باب الحوار مع الأغلبية قد سد، ووصفتم ما يجري بين أطراف الحوار "بالمهزلة". فكما تعودنا منكم الأحادية نظرة وسلوكا، فقد تعود منكم الموريتانيون نظرة الاحتقار والدونية هذه، كل شيء لستم طرفا فيه مهزلة... فالسياسة دونكم مهزلة... والدولة من دونكم تنهار... والشعب قطيع أنتم سادته والأوصياء عليه.... أفيقوا يرحمكم الله، فلا خرف يعلو خرفكم.
هذا الرئيس ـ يا خَلطة المنتدى ـ هو الذي انهمك في بناء الجامعات والمطارات والمستشفيات والمصانع والطرقات والموانئ والمدن الشامخة شموخ الموريتانيين الأباة، وهو من بنى للجيش قوته وللمؤسسات الأمنية فاعليتها، وهو من أخرج الفقراء من أكواخهم وأنزلهم منازل تليق.
اسألوا المناطق الحدودية ومناطق آدوابه والأحياء الفقيرة في المدن والكبات التي كانت قبل هذا الرئيس رمزا لسخريتكم وتندركم وصارخ ظلمكم.
إن هذا الرئيس ـ يا خَلطة المنتدى ـ هو من أعطى الأمل للشباب ودعا إلى تجديد الطبقة السياسية، ووضع البلد في المكانة الدولية التي تليق به، قادة في العالم العربي وإفريقيا، وسادة قرارنا، والكل ينهل من تجربتنا وخبرتنا...
وكم نأسف حين نسمعكم تتحدثون عن الأقارب والقبائل وأنتم سادة العارفين بذلك يوم كنتم تديرون مؤسسات عمومية حولتموها إلى ملكيات خاصة بكم وبالأهل والأقارب، ولم يسبق لأصغر موظف فيكم أن صرح بأموال الناس التي بحوزته أو ممتلكاتهم.
لقد نجح هذا الرئيس حيث فشلتم، وبنى ما هدمتم، وصمد وهربتم، وأعطاه الشعب ثقته ومنعكم، كم نشفق عليكم يا خَلطة المنتدى.
إن أحزابا لا زالت تمتهن السباب في خطاباتها لا يمكن للمواطن أن يتوقع منها الكثير، ولا أن يعول عليها في الدفاع عن مشروع مجتمعي مسؤول، وقد ظهر ذلك في انحياز أغلب الموريتانيين إلى مشاريع الأحزاب المسؤولة والوطنية، والتي يقبل رؤساؤها التداول على قيادتها، وذلك حين اختارت غالبية الشعب المشاركة في الحوار الوطني الشامل الجاري هذه الأيام.
انواكشوط 15 أكتوبر 2016
الأمانة التنفيذية المكلفة بالإعلام