يتمتع حزب التحالف الشعبي التقدمي بقيادة المخضرم مسعود بخبرات متراكمة فى الحوارات الموسعة والضيقة وبقدرة هائلة على المناورة والمراوغة ، وقد استخدم قسما من مهاراته تلك فى تحقيق مكاسب خلال فترة تحضير الحوار ، ثم ناور لحظة الدخول إلى قصر المؤتمرات وناور خلال جلسة الافتتاح وناور ممثلوه فى الأوراش وحاولوا عبثا ملء الفراغ الذي تركته المعارضة المقاطعة.
وكان يتم الرجوع دائما إلى المايسترو مسعود الذي قابله الرئيس محمد ولد عبد العزيز 3 مرات خلال شهر واحد وقابله رئيس لجنة الاشراف الدكتور مولاي 6 مرات وكل مرة كانت تلبى بعض المطالب ويستجاب لبعض الشروط.
واليوم وقبل نهاية الحوار بيوم واحد ووفق أجندات باتت معلومة يشهر الحزب احتمال خروجه من الحوار فى اللحظة الحرجة ، فهل يكون ذلك مناورة تكتيكية؟ أم يكون خيارا استراتيجيا؟
يبدو أن الانسحاب وإن كان ما زال مسألة تكتيكية متعلقة بالضغط من أجل حكومة موسعة وبسن الترشح والإبقاء على الثوابت وأشياء أخرى قد يتحول إلى خيار استراتيجي لخشية قيادة التحالف من فشل الحوار ومن نجاحه ، فالفشل يضعف موقف زعيم التحالف الذي راهن رغم تذمر قواعده على إمكانية إجراء حوار مربح مع محمد ولد عبد العزيز ، والنجاح يحيله إلى رقم من بين 20 حزبا محفظيا شاركت فى حوار يخلط الأوراق ويفضي إلى تنظيم انتخابات مبكرة يخشي أن تكرس تراجع شعبية التحالف الشعبي وتعيده لمراتب متأخرة.
والظاهر أن زعيم التحالف الشعبي وميمنته الناصرية وميسرته اليسارية أدركوا أن وجاهتهم السياسية تكمن فى اتخاذ مواقف محدثة لفرقعات اعلامية تميزهم على الأقل مرحليا عن أحزاب أخرى اعتبرت الحوار سياحة سياسيا وأقبلت على الأوراش قدر إقبالها على موائد الوجبات الخاصة بالمتحاورين.
ويذهب بعض العارفين بخفايا الأمور إلى أن مرد التشهير بالانسحاب هو فشل حصول مسعود من محمد ولد عبد العزيز على مطالب محددة ، ويذهب هؤلاء إلى أن ما يجري هو مجرد لعب فى الوقت بدل الضائع هدفه الحصول على مكاسب ملموسة فى حال نجاح الحوار أو تأمين خط للتراجع فى حال فشله.