يرى عدد من الكتاب في الصحف العربية أن مصير سوريا أضحى بأيدي روسيا وإيران وتركيا في ظل ما نجم عن اجتماع أستانة الأخير من اتفاق روسي- إيراني - تركي على إنشاء أربع مناطق آمنة في سوريا.
تشابك الأدوار في سوريا
ويقول جورج شاهين في الجمهورية اللبنانية: "الحديث عن المناطق الآمنة ما زال مبكرا، فمَن أطلق الفكرة ما زال يبحث في آلية وإمكان تنفيذها في انتظار أن تبدي أطراف أخرى رأيها فيها. فلا يكفي أن يقول الثلاثي الراعي للمشروع، تركيا وروسيا وطهران، لتتحوّل أمرا واقعا. فهذه الدول لم تُجمِع بعد على مواقع هذه المناطق وحدودها في انتظار أن يقول اللاعبون الآخرون على الساحة السورية كلمتهم".
ويضيف شاهين: "أمام مسلسل العقبات هذه التي تحول دون تحديد هذه المناطق، يُطرَح السؤال حول وجود حصة للنازحين السوريين في لبنان أو عدمه. ومتى وكيف؟ وهو أمر يقضّ مضاجع المسؤولين اللبنانيين".
وكتب جهاد الخازن في الحياة اللندنية يقول: "مصير سوريا تقرره روسيا وإيران وتركيا، وربما قررته الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة. كل دول العالم تقرر مصير سوريا، ويبقى السوريون بعيدين عن تقرير مصيرهم".
ويخلص الخازن إلي أنه "ربما كان على السوريين أن يخوضوا حرب استقلال جديدة ليستعيدوا حقهم في قرارهم الوطني بعيدا عن هذه الدولة أو تلك".
ويقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية: "الروس يلعبون ورقة التفاوض على الوجهين، حيث يمارسون الدور الوازن في حرب سوريا. فمن جهة، يدفعون النظام والمعارضين إلى معاودة محادثات جنيف التي صار عمرها خمس سنوات. ومن جهة أخرى، يأخذون وفدي النظام والفصائل المعارضة المسلحة الى محادثات استانة".
من جانبه، يقول أسعد حيدر في المستقبل اللبنانية: "التفاهم الروسي-الإيراني-التركي، ينجح إذا نجح روحاني، أما إذا فشل فإن الاحتمال الأكيد العودة إلى المربّع الأول. وما تقوم به واشنطن بهدوء في تنفيذ عملية قطع الاتصال بين أضلع المثلث الإيراني - السوري - العراقي، سيتم تكثيفه والإسراع في تنفيذه، حتى تقبل إيران بأن تكون قوة إقليمية قوية لكن ليست قوة كبرى تزاحم موسكو وواشنطن. المطلوب من طهران أن تلعب مثل أنقرة، وليس أكثر".
وتقول فاتن عادله في الثورة السورية: "مشاهد الطاولة الراكدة لم تتغير لجهة المفاوضين الآخرين للحكومة السورية ولا نأمل بحدوث تغير فيها وفيهم، لكن للطاولة الجنيفية اليوم وقع خاص ومختلف ومثقل على جوقة الاستعراض تلك، فإنجازات الميدان الجديدة تتراكم مع سابقاتها على أيدي حماة الوطن السوري، وهو ما تحمله جعبة الوفد السوري وميزانه، حيث التسلح السياسي المؤزر يطل مبارزا شرسا مقابل المستعرضين ومشغليها الإرهابيين، ومحاولات التصعيد الإرهابية لم تفلح".
ويقول طارق ترشيشي يقول في مقاله بالجمهورية اللبنانية: "لن يتردد الأمريكيون في أن يقولوا للروس: فليكن لكم ما أخذتموه في سوريا، ولكن تعالوا لنتعاون على تحييد إيران عنها، وتعالوا لنقضي معاً على داعش، ونحن لدينا جيوش تملأ الفراغ على الأرض".
خطاب نصرالله
وعلق بعض الكتاب علي ما ورد في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، خصوصا إعلانه الانسحاب من خط الحدود اللبنانية السورية في منطقة بعلبك الهرمل.
ويفترض عيسى الشعيبي في الغد الأردنية صحة إعلان نصر الله انسحاب حزب الله من منطقة القلمون الغربي في سوريا، لكن يرى "أنه لا يوجد أي مؤشر على تحقق هذا الانسحاب المعلن دون مسوغات مقنعة، بدليل أن مهجرا سوريا واحدا لم يعد إلى بلدته حتى اليوم، أو حتى ينوي العودة قريبا".
ويبدي الشعيبي قلقه من احتمالية "انتقال زخم حزب الله الحربي من غرب سوريا إلى جنوبها، على مقربة من الحدود من الأردن".
ويعتبر علي الأمين في العرب اللندنية أن حزب الله "ليس إلا طرفا تابعا لإيران وقد نذر نفسه لأن يكون ورقة في يد قيادتها، وبالتالي فإنه ربط مصيره إلى حد بعيد بمستقبل النفوذ الإيراني في سوريا".
ويرى الأمين أن إعلان نصر الله الانسحاب من خط الحدود اللبنانية السورية في منطقة بعلبك الهرمل "إيذانا بتطور جديد في تعامل حزب الله مع التطورات الجارية في سوريا ومحيطها".
يقول الأمين: "ترسيخ الانقسام المذهبي وتعميقه في منطقتنا يبدوان الفرصة الوحيدة المتاحة أمام المشروع الإيراني لكي يجد مبررا لدوره ونفوذه، فالليونة حيال السياسات الأميركية والإسرائيلية التي تقابل بها إيران ما تسميهما بالشيطانين، لا يقابلها إلا إعلاء من وتيرة الصراعات الأهلية في العالم العربي عبر المزيد من الاستثمار الدموي والطائفي فيه من قبل القادة الإيرانيين وأتباعهم في المنطقة".
ويرى الأمين أن خطاب نصر الله "ينطوي على محاولة لإلباس المشروع الإيراني في سوريا والمنطقة عموما شرعية شيعية".
ويشير أحمد القيسي في رأي اليوم اللندنية أن "من المستبعد أن تنضم تركيا فعليا إلى المشروع الأمريكي المعادي لإيران وقد تنضم شكليا لكسب دعم واشنطن كون إيران قادرة على زعزعة الأمن القومي التركي بعدة ملفات سياسية وأمنية واقتصادية".