أثارت التدريبات العسكرية التي شاركت فيها قوات أردنية وأمريكية قرب الحدود الاردنية السورية تكهنات حول احتمال مشاركة عسكرية أردنية مع قوات أمريكية وبريطانيا في عمليات داخل سوريا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد صرح بأن بلاده "لا يريد منظمات إرهابية ولا ميليشيات مذهبية على حدوده الشمالية".
"الكبار يلعبون في سوريا"
يبرر ماهر أبو طير في الدستور الأردنية أي مشاركة أردنية محتملة في العمليات داخل سوريا.
يقول: "الحدود بين سوريا والأردن، حساسة جدا، والكلام عن تحركات عسكرية أردنية، وكلام مسؤولين في الأردن، عن أن الأردن سيذهب الى العمق السوري إذا اضطر إلى ذلك، لا يعني زحفا بريا، ودخول قوات أردنية برا إلى سوريا، ووفقا لمعلوماتي فالكلام يعني عمليات خاصة، وعمليات قصف بالطيران، وهي ليست موجهة للنظام السوري، بل لفصائل محددة، وهذا أمر جار ومتواصل، وليس جديدا، وتعرف عنه دمشق الرسمية".
ويوجه أبو طير انتقادات للحكومة السورية، قائلاً: "دمشق الرسمية، تتعامى عن كل الخراب في داخلها، وعن كل هذه المؤامرات الداخلية والخارجية، وتريد أن تصنع قصة جديدة للرأي العام، عنوانها أن كل الأمور ممتازة لولا المخططات الأردنية، السابقة والحالية".
ويقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية: "الكبار يلعبون في سوريا وبها، وهي محكومة بأن تلعب دور مختبر التجارب الخطرة: تجارب الأسلحة، تجارب المشاريع الجيوسياسية، وتجارب الطابع الطائفي والمذهبي والإثني للصراعات الداخلية والاقليمية".
وعن تلك الأدوار يقول الكاتب: "أمريكا تركز جهودها على تسليح القوات الكردية، ودعمها في تحرير الرقة، وتركيا الغاضبة من التصرّف الأمريكي والرافضة لأي دور كردي، تبدو مستعدة للاندفاع نحو هذه المنطقة من تل أبيض. وروسيا تخطط لدعم الجيش النظامي في الزحف على دير الزور والميادين والبوكمال. وإيران تعمل مع النظام وروسيا عبر الحرس الثوري والميليشيات لمنع أمريكا من سدّ الطريق عليها بين العراق وسوريا وليس لبنان".
"دور تآمري" للأردن
وينتقد محرز العلي في الثورة السورية الأردن علي خلفية تلك التكهنات حول احتمال مشاركة قوات أردنية في أي قتال داخل الأراضي السورية دون تنسيق مع دمشق.
يقول: "لم يكن التصعيد الأردني الأخير ضد سوريا والذي تمثل بحشد عسكري قوامه أكثر من 4500 إرهابي على حدوده الشمالية مع سوريا مفاجئا لأحد، وخاصة مع وجود خبراء عسكريين من دول تعادي سوريا".
يضيف العلي: "النظام الأردني لم يترك وسيلة عدائية إلا واستخدمها ضد الشعب السوري لإرضاء أسياده فجعل من أرضه ملاذا للإرهابيين ومركزا لتدريبهم وانطلاقهم إلى الأراضي السورية لارتكاب الجرائم والمجازر بحق الشعب السوري وعلى أرضه غرفة موك التي تدير العمليات الإرهابية ويشترك في إدارتها الاستخبارات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية وغيرها".
ويرى العلي أن "الدور التآمري للنظام الأردني ليس جديدا ولا مفاجئا".
في السياق ذاته، يرى ناصر قنديل في الثورة أيضاً أن "تصديع خطوط الحدود وقدراتها الدفاعية في مواجهة سوريا وحلفائها الذين لن يتجاوزوا خط الحدود داخل الأردن، وتثوير الداخل وضرب استقراره، سيشكلان بيئة مناسبة لجعل الأردن ملاذاً بديلاً لداعش عن الموصل والرقة، وهذا وحده يفسر الرفض الأمريكي لإغلاق الباديتين السورية والعراقية على داعش".