يحكى أن الاديب والكاتب عمر الورّاق قال:
رأيتُ كلثوم بن عمرو العتّابي الشاعر يأكل خبزاً على قارعة الطريق بباب الشام فقلت له:
ويحك! أما تستحي من الناس؟ فقال:
أرأيتَ لو كنا في مكان ليس فيه الا البقر، أكنت تستحي أن تأكل والبقر يراك؟
فقلت: لا.
قال : فاصبر حتى أُريكَ أن هؤلاء الناس كلهم بقر , ثم قام فوعظَ وقصَّ القصص العجيبة ودعا بأدعية كثيرة حتى كثُر الزحام عليهم وامتلأ المكان بالناس ، بعد ذلك قال لهم:
رُوي لنا من غير وجهٍ أنه من بَلَغَ لسانُه أرنبةَ أنفه لم يدخل النار!!
فنظرت الى القوم فما بقيَ أحدٌ منهم إلا وأخرج لسانه نحو أرنبةِ أنفه ليرى هل يبلغها فيدخل الجنة أولا يستطيع ذلك فيحزن ويتألم.
فلما تفرقوا قال لي العتابي: ألم أخبرك أنهم بقر؟
أرجو ألاَّ يكون ساستنا يُطبقون نفس الفكرة ويؤمنون بنفس المبدأ وهو أن أتباعهم ومناصريهم عبارة عن قطيع من البقر ـ وإن كان الكثيرون منهم تنقطع علاقته بأنصاره مباشرة بعد أن يوصلوه الى المنصب الذي يريد...
لكنني أربأ بهم عن ذلك , وأتمنى أن يكونوا قد بلغوا منزلة من الوعي تؤهلهم لأن يرتقوا بمنزلة مناصريهم عن مرتبة "البقرية".
منقول عن الاصل من هـــــــــــــــــنا