أعرب عدد من الكتاب في الصحف العربية عن تفاؤل بانتخاب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد إصدار الحركة وثيقة سياسية جديدة.
واعتبر البعض أن الاختيار إشارة إيجابية عن مزيد من "انفتاح الحركة على المحيط العربي والإسلامي"، إضافة إلى كونه من أبناء قطاع غزة وبالتالي فهو قريب من مشكلات الداخل الفلسطيني.
ووصفت صحيفة الشرق القطرية انتخاب هنية بأنه "عرس ديمقراطي وتجربة فريدة".
وأشارت في افتتاحيتها إلى أن انتخاب هنية بعد أسبوع من إصدار حماس لوثيقتها الجديدة "يؤكد حرص الحركة على التحول التدريجي في مواقفها الذي يهدف إلى التخلي عن الانعزال، والتحول للدخول في لعبة المفاوضات الدولية المتعلقة بتسوية القضية الفلسطينية. ولكن دون التفريط في الحقوق التاريخية أو التنازل عن الثوابت الوطنية للقضية".
ونقلت جريدة النهار اللبنانية عن خبراء قولهم إن انتخاب هنية "إشارة جديدة ترسلها الحركة الاسلامية محاولة تقديم نفسها محاورا سياسيا وديبلوماسيا بديلا إلى الفلسطينيين والخارج".
"إشارة أمل"
وأعربت جريدة القدس الفلسطينية عن أملها أن يكون فوز هنية "بمثابة إشارة أمل، بأن يقوم هذا الرجل باتخاذ خطوات عملية باتجاه إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الفلسطينية سواء على الصعيد السياسي أو الصعيد الديموغرافي".
وقالت الجريدة في افتتاحيتها إن "إشارة الأمل هذه جاءت لعدة أسباب من أبرزها أنه سبق انتخاب هنية لهذا المنصب الرفيع وربما الأرفع داخل حركة حماس، وتزامنت مع إعلان الحركة عن وثيقتها السياسية التي اقتربت كثيرا من البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية ولبعض فصائل اليسار الفلسطيني".
وأضافت: "كما جاءت هذه الإشارة لكون هنية من الداخل وهو ملم بالأوضاع ويعايشها عن كثب، كما أنه محسوب على التيار المعتدل داخل حركة حماس ولديه القدرة على إحداث توازن في علاقاتها مع جميع الأطراف سواء الفلسطينية أو العربية والإسلامية".
وأشارت إلى أن هنية له أيضا "علاقات جيدة مع القوى الوطنية والإسلامية في داخل قطاع غزة ويحظى بتأييد واسع داخل الحركة خاصة من قبل الجناح العسكري المقاوم".
وأكدت أنه لهذه الأسباب يمكن لهنية "أن يلعب دورا مهما في إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة السياسية والجغرافية للوطن من خلال اتصالاته سواء مع الرئيس أبو مازن أو مع بقية قيادات حركة فتح".
وفي صحيفة الأيام الفلسطينية، قال طلال عوكل: "نظرياً، يفترض أن تزامن إعلان حماس عن وثيقة سياسية جديدة، مع قيادة جديدة على رأسها الأخ إسماعيل هنية، يعني أن حماس أمام مرحلة جديدة، ولكونها، حركة فاعلة وقوية، وجزءا أساسيا من مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية، فإن الوضع الفلسطيني، أيضاً، سيكون أمام مرحلة جديدة".
وأعرب الكاتب عن تفاؤله باختيار هنية، قائلا إن ذلك "يعني انتقال ثقل القرار في الحركة لفرعها في قطاع غزة، وهو أمر طبيعي نظراً لما يتحمله هذا الفرع من أعباء ثقيلة، ولما تمثله الحركة من ثقل".
وأضاف أن "هنية ابن غزة ومخيم الشاطئ وهو لا يحتاج إلى من يشرح له عن بعد، طبيعة الأزمات والمشكلات والهموم التي يعاني منها الناس".
وأشار كذلك إلى أن هنية "يتميز بشخصية مقبولة، مرنة، مريحة، وعلاقات جيدة مع القيادات الفلسطينية، وبالإجمال، فإن مميزاته تتناسب وتنسجم مع محتويات الوثيقة التي تنطوي على اعتدال واضح".