شهدت شوارع وأحياء ومقاطعات العاصمة اليوم أعمال شغب ممنهج ومخطط له مِن قِبل جهات
لا تريد الخير لهذا الشعب ولا لهذا البلد , وانما تحاول جاهدة أن تعمل كل ما بوسعها لزعزعة أمنه والعبث بمقدراته ,خدمة لأجندات شيطانية.
لقد دفعت القوى الظلامية الحاقدة بآلاف الصبية والمراهقين اليوم للقيام بأعمال الشغب والبلطجة التي سادت معظم شوارع وأسواق العاصمة , مسلحين بالسيوف والسكاكين والعصي , ومرددين شعارات عنصرية , ومستهدفين مكونا واحدا من مكونات الشعب الموريتاني , مما يُنبئ بجلاء عن الجهة التي تقف خلف كل ذلك.
إن الهدف من الدفع بهؤلاء المراهقين الى الواجهة هو , أولا :
ان معظمهم تحت السن القانونية , بحيث يصنفهم القانون في خانة القاصرين غير المسؤولين عن أفعالهم.
ثانيا : حتى تظل الجهات الحقيقية التي تقف وراء هؤلاء القُصّر في منأى عن أي ملاحقة قانونية.
لقد عاث هؤلاء المراهقين اليوم فسادا , حيث نهبوا المحلات , وكسروا زجاج السيارات والمتاجر , وأغلقوا المدارس وأخرجوا التلاميذ والاساتذة ـ بالقوة ـ من فصولهم , وأغلقوا الشوارع بالمتاريس وأشعلوا النار في الاطارات , والغريب في الامر أن كل ذلك جرى تحت أعين رجال الامن أو بعلمهم.
إن تجاهل الدولة وأجهزتها الامنية لِما يحدث من أعمال تخريب ونهب وتهديد لأمن المواطنين سيساعد بلا شك في تغذية الكراهية بين فئات الشعب الواحد , الشعب المسلم المسالم , بل قد يؤدي ــ لا قدر الله ــ الى ردة فعل لا تحمد عقباها.
إن على الدولة أن تقطع رؤوس الافاعى قبل أن تنفث ما في جوفها من سموم قد تصيب الجميع وتفتك بالجميع.
اللهم جنب بلادنا الفتن ما ظهر منها وما بطن , اللهم احفظ شعبنا وبلدنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين وتربص المتربصين.