تراوحت العناوين الرئيسية للصحف البريطانية الصادرة اليوم بين الحديث آخر التصريحات
حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبين الاتهامات الروسية لبريطانيا بتأجيج الموقف على خلفية قصف حلب، بينما ركزت صحف أخرى على مسائل أخرى مثل أعداد المهاجرين الحقيقية في بريطانيا وهبوط قيمة الجنيه الإسترليني.
وأوردت الديلي تلغراف مقالا حول كتاب صدر حديثا في فرنسا يحمل تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أدلة بها خلال مناسبات عدة داخل قصر الإيليزيه.
الكتاب من تأليف الصحفيين جيرارد دافيد وفابريس لوم، حيث ورد فيه قول هولاند "هناك مشكلة مع الإسلام" وفي تصريح أخر قال "أخشى أن نصل إلى يوم تتحول فيه محجبة مسلمة لحمل العلم الفرنسي مثل ماريان الشهيرة اثناء الثورة الفرنسية" وهما التصريحان القويان اللذان يثيران جدلا حادا داخل فرنسا، حسب الصحيفة.
وأدلى هولاند بكثير من التعليقات في عالم السياسة والرياضة والهجرة مشيرا إلى أن فرنسا تعاني من من وجود كم هائل وغير ضروري من المهاجرين.
حوادث الاغتصاب
الغارديان اهتمت بالإحصاءات الأخيرة في بريطانيا حول حوادث الاغتصاب وعنونت: "تقارير تشير إلى ارتفاع الشكاوى من حوادث الاغتصاب بينما الإدانات في المحاكم تقل".
يأتي ذلك في إشارة إلى تقرير للشرطة البريطانية يقول إن الإبلاغ بحوادث الاغتصاب والتحرش الجنسي تضاعفت في السنوات الخمس الماضية، بينما عدد الإدانات التي صدرت بعد المحاكمات شهدت انخفاضا عما كانت عليه.
وفي الأزمة السورية، اهتمت صحيفة الغارديان بتصريحات زعيم حزب العمال جيريمي كوربن حول الأزمة السورية، إذ يقول كوربن إن تركيز وزير الخارجية البريطاني على اتهام روسيا، والدعوة للتظاهر أمام السفارة الروسية في لندن، من شانه أن يصرف النظر عن الفظائع التي تقوم بها الولايات المتحدة في المنطقة، وأن التظاهر أمام السفارة الروسية احتجاجا على قصف حلب، يمكن أن يقابله مظاهرات مماثلة أمام السفارة الأمرية.
وتنقل الصحيفة أن هذه التصريحات جاءت أثناء مساءلة الحكومة أمام مجلس العموم البريطاني حول الوضع في سوريا وأزمة قصف حلب.
روسيا والولايات المتحدة
الديلي تلغراف بدورها عنونت في ذات الموضوع "غضب من تصريحات كوربن الذي يساوي بين روسيا والولايات المتحدة" في ما يخص الأزمة السورية، إذ تشير الصحيفة إلى تصريحات أمريكية مستغربة من تصريحات كوربن.
وقال متحدث باسم الخارجية الامريكية -تنقل الصحيفة- أن الطيران الأمريكي حينما يتسبب في قتل مدنيين يكون ذلك بشكل غير مقصود وعن طريق الخطأ، بينما الطيران الروسي يقوم بقصف متعمد.
وتذهب الصحيفة إلى ابعد من ذلك في تكملة للمقال بصفحاتها الداخلية، وتقول إن القوة التي بدأ يظهر بها تحالف "أوقفوا الحرب" حاليا مردها إلى تصريحات كوربن نفسه، وإلى رفضه التركيز على إدانة روسيا بمفردها.
يأتي هذا بالإضافة إلى أن هذا التحالف الذي شارك كوربن نفسه في قيادته سابقا، أصبح فعالا أكثر بسبب وجود اعضاء الحزب الشيوعي فيه والمتعاطفين مع روسيا، وكل هؤلاء لهم تأثير على توجهات كوربن، حسب الدالي تلغراف.
تقرير سري
بالنسبة لصحيفة التايمز فإن العنوان الرئيسي جاء كالتالي "الوزراء يخفون تقريرا حول عدد المهاجرين “حيث كتب غريك هورست وريتشارد فورست.
وقال التقرير إن واحداً في المئة فقط من الطلبة المهاجرين ينتهكون القانون بالبقاء في بريطانيا بعد اتمام الدراسة، وانتهاء صلاحية تأشيراتهم الدراسية، حسب تقرير قيل إنه سري.
ويقول المحرران إن هذا التقرير يطعن في الحملة التي أعلنت عنها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تعتزم التصدي لتشغيل الطلبة الأجانب.
وقالت وزارة الداخلية التي طلبت إجراء تحقيق حول هذه القضية إن التقرير غير مكتمل، ورفضت أن ترسله إلى عدد من الوزارات المعنية.
وقال مصدر مطلع -حسب الصحيفة- إن العدد الحقيقي للطلبة الأجانب من غير الأوروبيين في الجامعات البريطانية، الذي تريد ماي التصدي لهم لخرقهم القانون بعدم المغادرة بعد انتهاء الدراسة، قليل جدا.
900 غريق
وفي صفحاتها الداخلية أفردت صحيفة التايمز صفحتين للحديث عن أزمة المهاجرين في إيطاليا، إذ غرق نحو 700 شخص في البحر المتوسط وهم يحاولون الوصول إلى سواحل إيطاليا.
ويقول مراسل الصحيفة توم كينغتون "إنه بعد اربعة أشهر من الحادث، تبين من خلال التحقيقات أن العدد أكبر بكثير مما أعلن عنه، ورجح التقرير أن نحو 900 شخص غرقوا في ذلك المركب الذي تم انتشاله من مياه البحر".
وأضاف المراسل أن إيطاليا شهدت مقتل نحو 30 ألف مهاجر غير شرعي غرقا في البحر في السنوات الخمسة عشر الأخيرة، وأن نحو ستين في المئة منهم لم يتم التعرف على هويتهم.
أما صحيفة فاينانشال تايمز التي تهتم بقضايا المال والاعمال فكانت مسألة الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي أهم عناوينها على صدر صفحتها الأولى، إذ عنونت "بريطانيا تواجه خروجا من الاتحاد سيكلفها 20 مليار جنيه إسترليني" إذ ترتكز الصحيفة إلى مصادرها الخاصة التي تشير إلى أن دافعي الضرائب البريطانيين قد يضطرون إلى دفع مبالغ باهظة بالمليارات ثما لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.
تقول الصحيفة غنها أجرت تحقيقا ما ليا وحسابا لمتطلبات الخروج، وتوصلت إلى أن صافي المبالغ التي قد يترتب على الحكومة البريطانية دفعها للاتحاد الأوروبي تناهز 20 مليار جنيه إسترليني، وأن ذلك سيكون من أكبر القضايا الخلافية والمثيرة للجدل داخل بريطانيا أثناء المفاوضات المرقبة العام المقبل، بحسب توقعات الصحيفة.