تناول عدد من الصحف العربية قضية الانتخابات الرئاسية في فرنسا وتساءل بعضها عن أسباب تصويت الفرنسيين لايمانويل ماكرون ومارين لوبان للصعود إلى الجولة الثانية وكيف ستؤثر نتائج تلك الانتخابات على المجتمع الفرنسي والعالم العربي.
ونبدأ من صحيفة الغد الأردنية إذ كتب موسي شتيوي قائلا "جاءت نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية خارجة عن المألوف لا بل صادمة للمراقبين والسياسيين، والمفاجأة في نتائج الانتخابات تتلخص بفشل الحزبين الرئيسيين (الاشتراكي والجمهوري) اللذين تناوبا على حكم فرنسا منذ أكثر من ستة عقود".
ويضيف: "نتائج الانتخابات سوف تقرر من هو رئيس فرنسا المقبل، لكنها أيضاً توضح حجم التغيير الذي حصل في فرنسا".
ويقول محمد كعوش في الرأي الأردنية: "حتى الاستطلاعات الأولية لم تكن تتوقع أن يتقدم ماكرون على مرشح الجمهوريين واليمين والوسط فرنسوا فيون... أما اليوم أرى أن فرنسا بكل أحزاب اليمين والوسط واليسار قد اعلنت الاستنفار العام من أجل هزيمة لوبان التي يعتقد الفرنسيون أن فوزها سيكون كارثة لبلد الحرية والمساواة والفكر والثقافة وبالتالي خيانة لتاريخ فرنسا".
ويختلف محمد هنيد من الوطن القطرية في الرأي فيرى أن "المشهد الفرنسي لن يتغير كثيراً في الحقيقة بسبب هذه النتائج التي كانت متوقعة بحكم السياق الذي وردت فيه وبسبب تحكم عوامل خارجية كثيرة في المشهد الفرنسي الذي لا يجب أن يخضع إلى الإكراهات الداخلية فحسب".
"لا شيء محسوما"
وفي ذات السياق، يقول جميل مطر في الخليج الإماراتية: "صعب تصديق أن الساحة السياسية الفرنسية، بمعالمها الشهيرة، تغيرت خلال أسابيع معدودة. جرت انتخابات تمهيدية في تقليد واضح وعلني للتجربة الأمريكية. تنافس المرشحون من الحزب الواحد في انتخابات تمهيدية. إلى هنا يفترض أن تنتهي التجربة الأمريكية وتعود الانتخابات إلى تقاليدها الفرنسية حين يتنافس الفائزون من كل الأحزاب، ومن خارجها في جولة أولى تعقبها جولة ثانية".
من جانبه، يسميه خير الله خير الله في ميدل ايست اونلاين بـ "لغز ايمانويل ماكرون".
ويضيف: "في كلّ الأحوال، يظلّ ماكرون ظاهرة فرنسية، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار صعوده السريع إلى موقع المرشّح الأبرز لدخول قصر الاليزيه... لم يعد معروفا هل الرئيس المقبل لفرنسا اشتراكي أو غير اشتراكي. ليس معروفا هل هو رجل أعمال او مصرفي أو أستاذ جامعي أو مفكّر درس الفلسفة وتأثر بهيغل... أو عازف بيانو. الأكيد أنّه رجل استثنائي ولامع يمتلك صفات كثيرة. من أهمّ هذه الصفات انّه وجد من يعلّبه جيّداً ويسوّقه ويوصله إلى عتبة الاليزيه في خلال بضعة أشهر".
أما الشرق الأوسط اللندنية فتقول: "الانتخابات الفرنسية: لا شيء محسوماً".
ويناقش محمد يوسف في البيان الإماراتية أهمية الانتخابات الفرنسية بالنسبة للعالم العربي فيقول: "مخطئ من يعتقد أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية شأن داخلي لا علاقة لأحد غير الفرنسيين بها، ومخطئ من يظن أن الانشغال بتلك الانتخابات وتحليلها أو مناقشتها والحديث عن تداعياتها يعتبر تدخلاً في الشأن الفرنسي".
ويضيف: "منطق الشأن الداخلي لا ينطبق على فرنسا، تماماً كما كان الحال في انتخابات الرئاسة الأميركية قبل ستة أشهر، وما سيكون عليه الوضع في الانتخابات الإيرانية بعد شهر ونصف الشهر، فالذي سيتربع على كرسي الحكم في مثل هذه الدول سنتأثر بأفعاله وأقواله وسياساته، برضانا ومن دون رضانا".