تبادلت صحف ومواقع أخبارية مغربية وجزائرية التراشق بالاتهامات بعد أن اتهم المغرب الجارَ الشرقي بترحيل لاجئين سوريين إلى أراضيه بطريقة غير قانونية واستدعاء كل بلد لسفير البلد الآخر فيه.
واحتلت هذه الاتهامات العناوين الرئيسية في الصحف ومواقع الأخبار في البلدين.
"تهجير قسري"
واتهم موقع اليوم 24 المغربي الجزائرَ "بتوتير العلاقات مع المغرب أكثر مما هي متوترة".
وقال "للجزائر تاريخ حافل بتهجير المهاجرين إلى المغرب" وقد "عادت إلى حمل سلاح المهاجرين في مواجهة المملكة، وهو ما تؤكده المحاولة الأخيرة، التي قامت بها للدفع بالعديد من السوريين إلى التراب المغربي".
وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الجزائر بذلك، فـ"السلطات الجزائرية استخدمت سلاح المهاجرين أكثر من مرة، إذ قبل ثلاث سنوات تقريبا، دفعت السوريين إلى الحدود مع المغرب، وساعدتهم على الدخول إليه".
وكتب رمضان مصباح الإدريسي على موقع هسبريس المغربي: "تختار الجزائر، مرة أخرى، أن تتنصل من مسؤوليتها عن إيواء المهاجرين السوريين الذين توهموا حسن الضيافة في بلد الثورة والثروة؛ فتجرجرهم عبر الفجاج الجبلية الوعرة المفضية إلى مدينة فجيج المغربية".
وأضاف الإدريسي: "لا يسع المواطنين المغاربة... إلا أن يفتحوا أذرعهم بكل أريحية لهؤلاء السوريين المطرودين من تراب الجزائر، وهم المستضعفون المهجرون من ديارهم، إجراما ليس إلا".
واتهم موقع أحداث إنفو المغربي السلطات الجزائرية بأنها "عملت خلال الأيام الماضية على التهجير القسري لعدد من الأسر السورية نحو الحدود المغربية الجزائرية".
وأشار إلى "شهادات متطابقة" من أسر سورية انتقلت من الجزائر إلى المغرب تفيد بأنها قد "تم تهجيرها قسرا على متن شاحنات في ظروف غير إنسانية، دون مراعاة لوجود الأطفال، لوضعهم على الحدود المغربية الشرقية".
وأضاف أن سكان مدينة فكيك تطوعوا لتقديم المساعدة لهذه الأسر من أجل التخفيف عنها.
"تصعيد خطير"
وقد ردت الصحف الجزائرية على ذلك بنبرة شديدة متهمة المملكة المغربية باستفزاز الجزائر وافتعال الأزمات معها.
واتهمت صحيفة الفجر الجزائرية المغرب بأنه يسيء معاملة اللاجئين السوريين على أراضيه، كما فعلت الصحف المغربية مع الجزائر.
فتحت عنوان "تصعيد مغربي خطير ضد الجزائر باستدعاء السفير"، كتبت الصحيفة تقول: "شكى لاجئون سوريون يقيمون في الجزائر من 'لا إنسانية' السلطات المغربية في التعامل مع أقارب لهم حوصروا قرب الحدود المغربية في منطقة بني ونيف وفقيق مع الجزائر، حيث منعت عنهم مياه الشرب واشترطت إذا أرادوا الحصول على حق إقامة بالمغرب عليهم اتهام السلطات الجزائرية بالوقوف وراء ترحيلهم إلى الشريط الحدودي".
وفي صحيفة الشروق، وصف جمال لعلامي الاتهامات المغربية بأنها "مزاعم باطلة"، متهما الرباط بأنها "لا تريد أن تحسّن علاقاتها مع الجزائر باستثناء 'التهاني' التي ترسلها للجزائريين في أعيادهم الوطنية".
وقال لعلامي إن "استمرار تدفق المخدرات و'تهريب' اللاجئين من مختلف الجنسيات ثم رميهم على الحدود الغربية، لإلصاق التهمة بالجانب الجزائري، هما دليلان يُثبتان مدى إصرار المخزن (اسم يطلق على مؤسسة الحكم في المغرب) على إفساد علاقات الودّ مع الجزائر".
وقالت حدة حزام في جريدة الفجر إن هذه "ليست المرة الأولى التي يستعمل المغرب مآسٍ إنسانية في صراعه الأزلي مع الجزائر".
وأضافت: "صحيح أن هؤلاء المهاجرين دخلوا بطرق غير شرعية عبر حدود هي أصلا مغلقة، وقد اعترفوا بذلك، لكن لماذا التفرقة بين هؤلاء، فقد سمحت السلطات المغربية للمعارضين بالدخول، بينما رفضت ذلك للموالين للدولة السورية ولنظام بشار، واشترطت عليهم الادعاء أن الجيش الجزائري هو الذي دفعهم لذلك؟