تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة الاثنين بين نتيجة الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية وقضايا أخرى تعلق بعضها بالمسلمين في بريطانيا والبعض الآخر بمنطقة الشرق الأوسط.
اهتمت الفاينانشال تايمز بالقرارات الصادرة عن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، السبت، وخصوصا قراره المتعلق بإعادة كل العلاوات والمكافآت المالية لموظفي الدولة بعد ستة أشهر من قرار تجميدها.
وكتب مراسل الصحيفة في منطقة الخليج، سايمون كر، أن المتضرر سياسيا من القرار الأخير سيكون نجل الملك، ولي ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي يعتبر الرجل القوي في المملكة والمسؤول الأول عن الإصلاحات الاقتصادية المعلنة.
وكان نائب وزير الاقتصاد السعودي، محمد التواجيري، أعلن أن العجز المسجل في الربع الأول من العام الجاري (26 مليار ريال سعودي) كان أقل من نصف العجز المتوقع (54 مليار ريال سعودي).
رغم ذلك، كتبت الصحيفة أن مراقبين اقتصاديين فوجئوا بالعودة السريعة لتلك المكافآت التي تثقل كاهل الدولة في وقت تسعى فيه لتنويع مداخيلها وتغيير نموذجها الاقتصادي الريعي.
ولم يجد كاتب المقال تفسيرا للقرار غير كونه سبيلا للعائلة الحاكمة في السعودية للحفاظ على ولاء موظفي الدولة لها، مع ما يكشف ذلك من محدودية الإصلاحات التي تنوي المملكة إدخالها في اقتصاد البلاد.
حظر النقاب في المملكة المتحدة
سلطت صحيفة التايمز الضوء على التصريحات الأخيرة لزعيم حزب استقلال المملكة المتحدة، بول ناتل، بشأن ضرورة منع ارتداء النقاب في الأماكن العامة في بريطانيا.
ورغم أن المطلب قد لا يبدو غريبا من حزب يميني متطرف، لكن ما يؤخذ على بول ناتل أن تصريحه الأخير يتناقض بشكل صارخ مع ما أكده سنة 2013 حين صرح أن حزبه لن يحظر ارتداء النقاب.
وكان ناتل قد أدلى بتصريحاته الأخيرة صباح الأحد في برنامج أندرو مار على القناة التلفزيونية الأولى لهيئة الإذاعة البريطانية.
وحين سأله المذيع عما إذا كان ينوي تحويل حزبه إلى حزب معاد للإسلام، سارع بول ناتل إلى نفي ذلك، لكنه أتبع نفيه بهجوم على ما يسمى بالمحاكم الشرعية في بريطانيا، معبرا عن رفضه التام لوجودها "في مجتمع ليبرالي ديموقراطي غربي".
وحول تغيير موقفه المعلن قبل أربع سنوات بشأن عدم حظر النقاب، برر زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة ذلك بدواع أمنية تفرضها الظروف الراهنة والتهديدات الإرهابية.
فرحة أوروبية قبل الأوان
في سياق تغطيتها وتحليلها للانتخابات الرئاسية الفرنسية، اعتبرت صحيفة الدايلي تلغراف أن تنفس الأوروبيين الصعداء لتقدم مرشح الوسط، إيمانويل ماكرون، ذي المواقف المؤيدة للاتحاد الأوروبي، كان سابقا لأوانه.
وكتب محرر الشؤون الأوروبية، بيتر فوستر، أن الفارق الضئيل بين ماكرون وغريمته في الدور الثاني، مرشحة أقصى اليمين، مارين لوبان، يعني أن المعركة بينهما لن تكون يسيرة.
وأضاف فوستر أن لوبان قد تدفع بماكرون خلال الحملة إلى الدفاع عن المهاجرين وعن الاتحاد الأوروبي والحدود المفتوحة، في وقت تطغى فيه الصعوبات الاقتصادية والتهديدات الإرهابية على انشغالات الناخب الفرنسي.
ورغم أن كل استطلاعات الرأي تشير إلى فوز ماكرون في الدور الثاني بفارق كبير على لوبان، إلا أن الصحيفة ترى أن حملة قوية من لوبان قد تغير الكثير، وقد يفوز ماكرون في النهاية لكن ليس بنسبة تشبه 82 في المئة التي حصل عليها جاك شيراك سنة 2002 أمام جون ماري لوبان، والد مارين.
ويضيف محرر الشؤون الأوروبية في التلغراف أنه حتى بعد فوزه المتوقع بالرئاسة، سيظل الوقت مبكرا جدا ليتنفس الاتحاد الأوروبي الصعداء "لقدوم منقذه".
وسبب ذلك هو أن ماكرون سيكون بحاجة إلى أغلبية قوية في البرلمان لتمرير التعديلات التي يعد بها، بينما لا يملك حاليا إلا حركة فتية لا تملك أي نائب في البرلمان.
كما أن حركته، "إلى الأمام"، مكونة من خليط سياسي بخلفيات وقناعات متفرقة، ما يعني أنه حتى لو حصل على أغلبية في البرلمان، وهو ما يستبعده مراقبون حسب الصحيفة، فإن آراءهم وتصويتهم قد لا تكون دوما في انسجام تام مع رغبة الرئيس المحتمل.