تختار فرنسا في الـ 23 من نيسان / أبريل الحالي رئيسا جديدا في معركة انتخابية
ستحدد مستقبل البلاد، وذلك عقب تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
سباق الرئاسة في فرنسا مفتوح على مصراعيه، إذ يتنافس 11 مرشحا في الجولة الأولى التي ستجرى في الـ 23 من نيسان / ابريل. واذا لم يفز أي من المرشحين بـ 50 بالمئة من الأصوات، سيتبارى المرشحان اللذان حصلا على أكبر نسبة من الأصوات في جولة ثانية تجرى في السابع من أيار / مايو.
ولا يسعى الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند الى الفوز بفترة ولاية ثانية، وهي أول مرة يمتنع رئيس فرنسي عن الترشح لفترة جديدة في تاريخ البلاد المعاصر.
ما الذي يجعل هذه الانتخابات استثنائية؟
بداية، ينبغي التأكيد على ان قرار الرئيس هولاند الامتناع عن الترشح يعد أمرا استثنائيا وغير مسبوق، وان العديدين يرون ان مرشح الاشتراكيين، بنوا هامون، لا أمل له بالفوز.
علاوة على ذلك، فإن منافس الاشتراكيين، المعسكر المحافظ، يحاول جاهدا البقاء في السباق الانتخابي لأن مرشحه، فرنسوا فيون، يخضع لتحقيق قضائي حول فضيحة تتعلق بمنحه وظائف لأفراد اسرته.
وهذا يعني أنه للمرة الأولى منذ عقود، قد يكون لفرنسا رئيس لا ينتمي الى أي من الحزبين الرئيسيين من اليسار أو اليمين الوسط..
من الذي قد يتمكن من الفوز؟
اذا كنت ممن يصدقون بما تطرحه استطلاعات الآراء، فهناك مرشحان يتقدمان المرشحين الآخرين وهما زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان ومرشح الوسط ايمانويل ماكرون.
وكانت مارين لوبان قد تولت زعامة حزب الجبهة الوطنية في عام 2011 بعد ان ازاحت والدها جان ماري لوبان من زعامتها، ومنذ ذلك الحين عملت جاهدة من أجل ازالة سمعة التطرف التي لصقت بالحزب.
أما ماكرون البالغ من العمر 39 عاما وكان يعمل في مجال الاستثمارات، فكان شغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة الرئيس هولاند. ولكنه استقال من منصبه في عام 2016 من أجل التفرغ للسباق الرئاسي كزعيم للحزب الذي أسسه تحت عنوان (الى الأمام). وماكرون لم يسبق له ان انتخب نائبا في البرلمان، كما لم يسبق له ان ترشح في أي انتخابات قط.
كان المرشح الأكثر حظا بداية الأمر هو الجمهوري فرنسوا فيون، ولكن آماله بالفوز في الانتخابات الرئاسية قوضت بالفضيحة التي كشفت عن أنه دفع لزوجته اموالا عامة لأعمال لم تقم بها. ويخضع فيون الآن لتحقيق رسمي، ولكنه يعزي ذلك الى "مؤامرة سياسية" تستهدفه. ولكن الفضيحة لم تقض على آماله، وما زال فريقه واثقا بأنه سيصل الى الجولة الانتخابية الثانية.
وكانت من مفاجآت الحملة الانتخابية ترشح اليساري المخضرم جان لوك ميلينشون الذي جذب اعدادا كبيرة من المؤيدين بفضل فطنته وشخصيته الآسرة.
وميلينشون، البالغ من العمر 65 عاما، انشق عن الحزب الاشتراكي في عام 2008، وهو يقود الآن حركة أطلق عليها اسم "فرنسا التي لا تنحني"، ويستخدم تقنيات ثلاثية الأبعاد لمخاطبة عدة تجمعات انتخابية في وقت واحد.
ما هي القضايا الرئيسية في هذه الانتخابات؟
تعتبر البطالة واحدة من القضايا الرئيسية التي تهم الناخب الفرنسي. فنسبة البطالة تبلغ 10 بالمئة، مما يضع فرنسا في المرتبة الثامنة في الاتحاد الأوروبي، إذ ان ربع الفرنسيين الذين هم دون الـ 25 عاما عاطلون عن العمل.
ولم يتمكن الاقتصاد الفرنسي من التعافي الا ببطء شديد من أزمة 2008 المالية، ويقول معظم المرشحين إنه ينبغي اجراء تغييرات اقتصادية كبيرة من أجل معالجة ذلك.
كما يتبوأ موضوعا الأمن والهجرة موقعين مهمين في اهتمام الناخب الفرنسي.
فقد قتل أكثر من 230 شخص في هجمات ارهابية وقعت في فرنسا منذ كانون الثاني / يناير 2015، وما زالت حالة الطوارئ سارية المفعول في البلاد منذ ذلك الحين. ويخشى المسؤولون الفرنسيون وقوع المزيد من الهجمات، خصوصا مع عودة المئات من الفرنسيين الذين حاربوا في سوريا والعراق الى البلاد.
تعهدت لوبان بتعليق الهجرة الشرعية الى فرنسا، ومنح الأفضلية للمواطنين الفرنسيين على الاجانب في مجالات التوظيف والاسكان والتعليم والاعانات الاجتماعية.
هل فضيحة فيون عبارة عن أخبار كاذبة؟
هذا ما يسعى قاضي التحقيق الى التوصل اليه.
تقول صحيفة لو كانار انشانيه الاسبوعية الساخرة إنه دفع لزوجته بينيلوب 831 الف و400 يورو للعمل كمساعدة برلمانية في مكتبه ولكنها لم تقم بهذا العمل قط. وورد في احد التقارير ان بينيلوب لم تكن تمتلك هوية تخولها دخول البرلمان او عنوان بريد الكتروني خاص بعملها المزعوم.
عن/ بي بي سي