شركة تدفع "حوافز مالية" لمن يغادر العمل في وقت مبكر

خميس, 20/04/2017 - 12:25

في شهر فبراير/شباط الماضي، أعلنت شركة "ساني سايد أب" للعلاقات العامة والتي

تتخذ من العاصمة اليابانية طوكيو مقرا لها أن الموظفين يمكنهم مغادرة العمل مبكرا في الجمعة الأخيرة من كل شهر.

لكن المشكلة هي أنه لا أحد يرغب في المغادرة مبكراً.

يقول ريوتا هاتوري، رئيس قسم التواصل الدولي في الشركة: "هذا ليس من طبع اليابانيين. ففي ثقافة العمل اليابانية نحن نعمل بجد كبير لساعات طويلة، ولا أحد يغادر مبكرا. لم يفلح ذلك."

وتعد هذه الفكرة جزءا من مبادرة أطلقتها الحكومة اليابانية في 24 فبراير/شباط الماضي

لتحسين سمعة البلاد السيئة فيما يتعلق بالعمل لساعات طويلة. وتشجع الشركات العاملين على مغادرة العمل الساعة الثالثة مساء من الجمعة الأخيرة من كل شهر، والتي تعرف باسم "الجمعة الاستثنائية"، على أمل أن تساعد هذه الراحة على التخفيف من التوتر في مكان العمل. لكن تبين أن ذلك أصعب مما يبدو في ظاهر الأمر.

وترفع شركة "ساني سايد أب" شعار "دعونا نروح عن أنفسنا" وتعمل على تحفيز الموظفين على مغادرة العمل في وقت مبكر. ويقول هاتوري: "علينا أن نمنحهم مكافآت".

وحصل كل موظف وافق على مغادرة مكتبه الساعة الثالثة مساء في "الجمعة الاستثنائية" على مكافأة قدرها 3200 ين (28 دولار). وذهب بعضهم إلى محلات تشبه الحانات يطلق عليها سام "إزاكايا" تقدم أطباق طعام صغيرة، بينما ذهب أخرون للعب كرة القدم.

ومع ذلك، مازال الكثير من الموظفين في شركات أخرى مترددين في مغادرة العمل في وقت مبكر، في الوقت الذي يبدو فيه تحفيز العاملين على مغادرة العمل في وقت مبكر فكرة رائعة في بلدان أخرى.

المدير أولا

في ظهيرة أحد أيام الثلاثاء، كانت جيان نوماتشي تدفع عربة مملوءة بالعلب الفارغة خارج مؤسسة للأبحاث الطبية في محافظة هيوغو اليابانية وتوصل وجبات الغداء لأن الموظفين يتركون مكاتبهم لتناول تلك الوجبات.

وتقول نوماتشي (26 عاما)، وهي ترتب العلب الملونة في صندوق الشاحنة الصغيرة: "أود أن أشارك في الجمعة الاستثنائية، ولكن لا يوجد مجال لذلك. ومن المستحيل مغادرة العمل في وقت مبكر".

تقول نوماتشي إنها قد تغادر مبكرا إذا شارك مديرها في "الجمعة الاستثنائية"، لكن إلى أن يحدث ذلك، لا يجرؤ أي موظف على أن يكون أول المغادرين.

ويعد هذا شيئا معهودا في اليابان، التي يعمل فيها الموظفون أياما طويلة بمقابل أو حتى بدون مقابل، كما تقول باريسا هاغريان، استاذة الإدارة في جامعة صوفيا في طوكيو.

تقول هاغريان إن السبب في ذلك يعود بصورة جزئية إلى نقص الأيدي العاملة، لذا يقوم كل شخص بعمل إضافي، مضيفة: "في شركة لا يوجد بها عدد كاف من الموظفين، لا يمكنك القول إن بعضهم ينبغي أن يذهب لمنزله مبكرا لأنك لن تجد موظفين لاستكمال المهام المطلوبة".