لم تنشر الصحف البريطانية سوى تقارير إخبارية حول نتيجة الاستفتاء في تركيا، وغابت التحليلات والتعليقات.
في صحيفة التايمز نطالع تقريرا بعنوان "فوز إردوغان المتواضع قسم تركيا"، يحمل اسم حنا لوسيندا سميث من إسطنبول.
تقول معدة التقرير إن إردوغان الذي حصل على 51.3 في المئة بعد حصر 99 في المئة من الأصوات سيتمكن من تعديل الدستور بهدف إلغاء النظام البرلماني وإقامة نظام "رئاسي تنفيذي".
وترى معدة التقرير أن هذا قسم تركيا بشكل حاد.,
ويرى منتقدو تعديل الدستور أنه سيغير هوية تركيا العلمانية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك، كما يخشون من أسلمة البلد.
وقد استخدم إردوغان في حملته نبرة قومية متشددة، وأشاد بالأمجاد القديمة للامبراطورية العثمانية.
واعترض أكبر أحزاب المعارضة، وهو حزب الشعب الجمهوري، على النتائج قائلا إن 60 في المئة من الأصوات مشكوك بأمرها.
وكانت لجان الانتخابات قد أجرت تعديلا في الساعات الأخيرة على لوائح الاستفتاء بحيث يتم قبول بطاقات التصويت غير المختومة، دون أي تفسير لدوافعها.
ورأى مراقبون أن حملة "نعم" استحوذت على الجزء الأكبر من الأثير ومصادر الدولة ومقدراتها.
الحياة في دمشق
وفي صحيفة "الغارديان" نشر تقرير بعنوان "الحياة في دمشق: طبيعية لكن هشة" أعدته روث ماكلين من دمشق.
تصف الكاتبة مشاهد من الحياة الدمشقية: مطاعم ومقاهي، نساء يدخن النرجيلة، أعراسا، وكذلك مسلحين في كل مكان.
تقول معدة التقرير إن المراقب لن يلاحظ في البداية أثر الحرب التي فتكت بنصف مليون إنسان وأدت إلى نزوح نصف سكان سوريا.
بعد أيام قليلة من هذه المشاهدة قتل 74 شخصا غير بعيد من المنطقة بتفجيرين انتحاريين، وكان معظمهم عراقيين شيعة جاءوا لزيارة ضريح.
وبعد أيام تسلل مسلحون إلى المنطقة ودارت معارك ضارية فيها .
بعد ست سنوات من الحرب يعيش سكان دمشق حياتهم، لكنهم يبقون رؤوسهم منكسة بينما يروح السلام ويجيء من حولهم.
تغلق المتاجر أبوابها مبكرا. مسحة من العادية تغلف حالة الخوف، في مدينة لم تكن تنام.
"كل الناس الطيبين رحلوا. كان يجب أن تجيئي قبل الآن لتري الحياة هنا. ما تغير هم الناس"، هذا ما قاله صاحب أحد المتاجر لمعدة التقرير مشترطا عدم ذكر اسمه.
وأضاف "حاولت أن أعيش في الخارج ولم أستطع. هذا هو وطني، لكني مواطن من الدرجة الثانية هنا. السوريون هنا مواطنو الدرجة الثانية، فالدرجة الأولى محجوزة للإيرانيين، أما الروس فهم الآلهة".
الأمير هاري وحديث من القلب
في صحيفة الديلي تلغراف أكثر من تقرير ومقال عن حديث الأمير هاري المؤثر حول الحالة النفسية التي كان يعيشها عقب فقدانه لوالدته ولم يكن قد تجاوز سن الثانية عشرة.
"كانت علامة قوة وكرامة أن نبقي مشاكلنا النفسية بداخلنا، وكانت العائلة المالكة دائما تجسيدا لذلك" تقول بريوني غوردون، منظمة ماراثون خاص في بريطانيا لمن يعانون من مشاكل نفسية.
تتحدث غوردون عن لقائها بالأمير هاري ليحدثها عن ما كابده بعد وفاة والدته الأميرة ديانا.
كانت غوردون تتوقع منه حديثا بروتوكوليا متوازنا مليئا بالعموميات، لكنه فاجأها.
تحدث الأمير هاري بعفوية وبساطة ، واصفا ما عاناه في الحقيقة بحميمية وأحيانا بدعابة، دون أن يحاول إثارة الشفقة أو التظاهر بالقوة.
تقول غوردون إن سلوك الأمير كان بمثابة إعادة صياغة لمفهوم "الكرامة" و"القوة"، مغاير تماما للمعتاد. لقد أظهر للعالم أن الحديث عن مشاكلنا ليس علامة ضعف ولا مدعاة للخجل، بل هو شيء ينبغي تشجيعه.
أما بروفيسور سير سايمون ويسلي، رئيس الكلية الملكية للأطباء النفسيين، فيقول إن الأمير هاري حقق خلال 25 دقيقة أكثر مما حقق هو نفسه على مدى 25 سنة: حين تحدث بكل صراحة عن تأثير فقدانه لوالدته عليه، وإن هذه البادرة ستؤثر على نظرة الكثيرين لكيفية التعامل مع أحزانهم، وستشجعهم على الانفتاح وعدم كبت أحزانهم في داخلهم.