ناقشت الصحف العربية الصادرة يوم الخميس مستقبل العلاقات الروسية الأمريكية
على خلفية زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى موسكو في أعقاب انتقاد موسكو لقصف واشنطن قاعدة الشعيرات في سوريا.
أما الصحف المصرية فاهتمت بإقرار البرلمان بالإجماع إعلان حالة الطوارئ بالبلاد مدة ثلاثة أشهر في أعقاب التفجيرات التي استهدفت كنيستين بمحافظتي الغربية والإسكندرية وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات.
"الفترة الأصعب"
تحت عنوان "الفترة الأصعب"، حذرت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها من أن "مهمة تيلرسون في موسكو لن تكون سهلة ابداً، فروسيا مازالت تدافع عن النظام السوري حتى لو كان ذلك النظام يضعها في مواقف تجد نفسها من خلالها في شبه عزلة عن المجتمع الدولي".
وأضافت الرياض: "مهمة تيلرسون هي إقناع المسؤولين الروس أن يكونوا أكثر حيادية دون الإخلال بمصالحهم في سورية والمنطقة، والخيار الآخر هو البدء في مرحلة جديدة من حرب باردة لا يعلم أحد كيف من الممكن أن تكون نهايتها".
وبالمثل، لم يبد فهد الخيطان في صحيفة الغد الأردنية تفاؤلاً، إذ قال: "لا يبدو أن زيارة تيلرسون لموسكو اليوم ستساعد في تخفيف حدة التوتر بين البلدين، إذ استبق الروس الزيارة بتصريحات نارية تخفض لحد كبير من سقف التوقعات لنتائج المباحثات".
ورأى الخيطان أن "الحاصل حاليا أن التوتر بين موسكو وواشنطن بلا قيمة من الناحية السياسية، كل ما هنالك أن الأوضاع ستسوء على الأرض، وتفقد عملية جنيف زخمها، وتستمر الأزمة أمدًا أطول، فيغدو الحل السياسي أكثر تعقيدًا وصعوبة. وسيكتشف الطرفان؛ الروسي والأميركي، ولو بعد حين، أن لا جدوى من استمرار التصعيد ولا بد من العودة لطاولة المفاوضات".
"الأنظار تتجه إلى موسكو"
وفي صحيفة الدستور الأردنية أشار عريب الرنتاوي إلى أن "أنظار المتورطين بالأزمة السورية والمهتمين بمستقبل العلاقات الأمريكية الروسية، تتجه إلى موسكو اليوم، هناك والآن، ستتضح ملامح العلاقات بين القطبين في المرحلة المقبلة، ومعالم الطريق التي ستسلكها الأزمة السورية على نحو خاص".
وتوقع محمد عاكف الجمال في صحيفة البيان الإماراتية أن تتجه العلاقات بين روسيا وأمريكا "نحو المزيد من التردي، إذا قررت الولايات المتحدة اتخاذ خطوات تنفيذية للإطاحة بنظام الأسد، فالموقف الرسمي للبيت الأبيض، عاد إلى سابق عهده إبان حكم الرئيس أوباما، وعاد مصير الرئيس السوري على طاولة البحث، مع فارق هام، هو عدم تردد إدارة ترامب بالذهاب إلى ما لم تذهبه إدارة سلفه".
ومع ذلك، رأى الجمال أنه "رغم الرسائل المختلطة التي صدرت عن البيت الأبيض، فليس من المرجح أن تقوم واشنطن بالمزيد من التصعيد في وقت قريب".
فرض الطوارئ في مصر
في صحيفة المصري اليوم، أعرب حمدي رزق عن أمله في "ألا يحتاج الرئيس أبداً لتمديد [حالة الطوارئ] مجدداً، ثلاثة أشهر تكفى"، أضاف: "أرجو من الحكومة ألا تستمرئ حالة الطوارئ، الدواء فيه سم قاتل للحريات... مسؤولية جسيمة يحاسَب عليها رئيس الجمهورية".
ودعا رزقه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن "يحدد لجهات التنفيذ حدود الطوارئ قاطعة لا لبس فيها، ومراعاة الجانب الحقوقي والإنساني ...لأن الطوارئ من غير تقييد مهلكة".
وتساءلت صحيفة الشروق "لماذا لجأت الدولة إلى الطوارئ بدلاً من تفعيل قانون مكافحة الإرهاب؟"
وأعرب فهمي هويدي في مقاله في الصحيفة ذاتها عن قلقه من أن "توظف دماء الأقباط التي أريقت ليس في توثيق عُرى اللُحمة الوطنية، وإنما في تشديد قبضة السلطة وإهدار مبادئ الدستور وضمانات القانون".
وفي صحيفة الوطن قال أحمد رفعت: "لا الرئيس ولا الحكومة ولا الوزراء ولا الشعب كله ينكر مرور مصر بظروف استثنائية، وبالتالي فلا بد من مواجهتها بإدارة استثنائية... وهنا لا نعني فرض الطوارئ على الإطلاق.. لأننا نتحدث عن إدارة المشهد كله، وليس المواجهة الأمنية أو القانونية!"