نهاية الحرب في سوريا ما تزال بعيدة

سبت, 08/04/2017 - 19:56

هيمنت أخبار الضربة الصاروخية الأمريكية على سوريا على تغطية الصحف البريطانية

الصادرة السبت للشؤون العربية والشرق أوسطية، إذ تناولتها في تقاريرها وافتتاحياتها.

البداية من صحيفة الغارديان وتقرير لإيما غراهام-هاريسون تقول فيه إنه يبدو أن شهر أبريل/نيسان بدأ بداية جيدة للرئيس السوري بشار الأسد، مع مرور ستة أعوام على اندلاع الحرب الأهلية التي بدا أنه من غير المرجح أن ينجو منها.

وتضيف: "الحرب لا تزال مشتعلة ولكن قوات الأسد والميليشيات الموالية له والميليشيات الأجنبية التي تدعمه لها اليد العليا، وبدا أن البيت الأبيض استبعد أي محاولة لتغيير النظام".

ولكنها تستدرك قائلة "إن القوات السورية قصفت يوم الثلاثاء خان شيخون في إدلب، متسببة في قتل العشرات بغاز السارين. وبعد ذلك بيومين وافق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على توجيه ضربة صاروخية إلى القاعدة الجوية التي قال إن الأسلحة الكيمياوية مخزنة فيها".

وتضيف أن روسيا وسوريا تزعمان أن غاز السارين مصدره مخزون للمعارضة المسلحة للأسلحة الكيمياوية ضربته القوات الحكومية بشكل عرضي.

وقال بيتر فورد، وهو سفير بريطاني سابق في سوريا للصحيفة "الأسد ليس مجنونا، وعندما لوح ترامب بغصن الزيتون صوبه، أصبح استخدام الأسلحة الكيمياوية أمرا غير مرغوب فيه".

ولكن غراهام-هاريسون تقول إن "مكاسب الأسد منذ عام 2015 جاءت بطيئة ومكلفة، وعلى الرغم من فوزه في معارك مهمة، إلا أن نهاية الحرب ما زالت بعيدة".

وقال جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، إن استخدام السلاح الكيمياوي يبدو خيارا جذابا لزعيم تنفد خياراته العسكرية.

وقال لانديز "أعتقد أن الأسد يريد النصر لكنه يملك جيشا منهكا.

استخدام القنبلة النووية في هيروشيما وناجازاكي ساعد الولايات المتحدة على حسم الحرب العالمية الثانية، رغم أنه لم تكن لأي من المدينتين قيمة عسكرية. فهل كان الأمر لإحداث الصدمة والفزع؟"

وتضيف غراهام-هاريسون أن استخدام غاز السارين رفع مستوى الوحشية، ولكن الأسد شعر بالثقة بعد أن قال البيت الأبيض إن حكمه "واقع سياسي علينا قبوله". وربما جعله هذا يعتقد أن فرص اتخاذ اجراءات ضده ضئيلة للغاية.

"توماهوك في الفجر"

ننتقل إلى صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "توماهوك في الفجر"، وتقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بتحرك ذكي في الشرق الأوسط.

وتضيف أنه من الواضح أن الضربة العسكرية على قاعدة سورية كانت تهدف لمعاقبة الأسد بعد استخدامه غاز الأعصاب (السارين) ضد المدنيين ولردعه عن شن المزيد من الهجمات الكيمياوية.

وتضيف أن ترامب ترك الخيارات مفتوحة لما قد يحدث بعد ذلك، إذ لم يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب كلما شن الأسد هجوما على المدنيين، أو إذا كانت تعتزم التصعيد بينما يرسم ترامب سياسته في الشرق الأوسط للأعوام القادمة.

وتضيف الصحيفة أن الضربة الصاروخية كانت أيضا بمثابة تنبيه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قدم نفسه على أنه شريك رئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم ما يدعى الدولة الإسلامية، ويبدو أنه اعتقد أن ذلك يعطيه موقعا متميزا أمام الولايات المتحدة.

وأدى الهجوم الصاروخي إلى تحجيم روسيا، التي ما عادت القوة الوحيدة المتحكمة في المجال الجوي السوري.

"العالم في حاجة لزعامة صارمة"

وننتقل إلى صحيفة الديلي تلغراف التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "العالم في حاجة لزعامة صارمة". وتقول الصحيفة إن صورايخ توماهوك الأمريكية ضد قاعدة جوية سورية أطلقت القوة الكاملة لقوة عظيمة ضد "دولة مارقة".

وتقول الصحيفة إن الضربة الجوية كانت استخداما مناسبا للقوة دفاعا عن مبدأ إنساني. وتضيف أن الأسبوع الماضي أظهر تغيرا في السياسة الخارجية الأمريكية، وستتضح تبعات ذلك في العالم بأسره.

وتقول الصحيفة إن ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكية أكد أن السياسة الأمريكية العامة لم تتغير. ويمكن عبر ذلك أن نستنتج أن الأسد لديه الضوء الأخضر للنصر في الحرب في سوريا، طالما قام بذلك بأساليب يقبلها الغرب أخلاقيا.

وترى الصحيفة أن الضربة الصاروخية لم تكن إجراءا حربيا، بل استعراضا للقوة.