تواصل ينهار لكن من المنتصر ؟

سبت, 08/04/2017 - 09:57

تهاوى حزب تواصل ذي التوجه الإسلامي أو الإسلاموي حين سقط في فخين كان قد رسمهما لفخامة رئيس الجمهورية و أراد من خلالهما أن ينتصر فانهار و هزم شر هزيمة.

كان أولهما حين قدمت تقارير حول جمعية المستقبل الممول الرئيسي لتواصل من قبل إدارة الأمن في عهد الجنرال المتقاعد محمد ولد الهادي تقول بأن الجمعية تلعب دورا في إيصال التمويلات الخارجية التي تبعث بها قوى الاخوان المسلمون إلى امتدادهم و تمثيليتهم في موريتانيا "تواصل" فكان أن فككت الجمعية المذكورة و سد الباب أمام تلك التمويلات التي كانت مجازة باجتهاد فقهي و تأويل من قبل العلامة محمد الحسن الددو حفظه الله تعالى، حول مصرفي الزكاة و الذي ضمن من بينهم طلاب تواصل و مغتربيها من أصحاب المهام السرية في غطاء التكوين و التدريب و التأهيل و المحاضرات ذات الأهمية البالغة أيديولوجيا لتواصل و كوادره ذوي المهارات العالية في التخفي، فكان أن قضي على تلك الجمعية من قبل الدولة بعد أن كشف أمر تلك الأموال التي كان يسيل لها لعاب "جميل منصور" المصدوم اليوم من الانهيار الثاني، الذي وقع كالصاعقة عليه و كخاتمة سيئة لحكمه بني إخوان رغم أنه من كان يتوعد دوما بنهاية مأساوية لحكم فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

الأمر الثاني جاء بضربتين قاضيتين أولاهما أن نائبه قدم استقالته و هو خارج الأراضي الموريتانية منبئا بتحرك لا يمكن أن يفهم سوى أنه بداية تفكك تواصل و عمل جهات خارجية على استقطاب "ولد الحاج الشيخ" لتولي مهمة إعادة استنساخ النموذج الإخواني في صورة جديدة بعدما أن فشل ولد منصور في الوصول الى الأهداف المتوخاة من انشاء حزب الاخوان المسلمين في موريتانيا.

تلك الضربة الأولى تلتها ضربة أخرى لا تقل عنها أهمية حيث أن أسباب الاستقالة كانت كالصاعقة على ولد منصور الذي وقع على وثيقة تشكيل مجلس رئاسة جديد للمنتدى بالتوازي مع وجود شخصيات يقال عنها أنها كانت من مهندسي تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني الذي طرده الرئيس محمد ولد عبد العزيز.

لا يحسد أحد اليوم تواصل و لا المنتدى على الموقف الذي هم فيه جراء الوقوع في خطأ بهذا الحجم و لا يمكن القول سوى أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز أكثر إسلامية من جميل منصور و كل من يقف وراءه من كوادر حزب الاخوان في موريتانيا، فجميل منصور طبع مع المطبعين للكيان الصهيوني و جميل منصور أطلق الأيمان المغلظة و ها هو الآن يقع في فخ كان قد تخيله نهاية نظام فخامة رئيس الجمهورية حين هوى إلى قاع سحيق في آخر مأموريته.

فما الإسم الجديد الذي سيطلق على تواصل بعد استقالة ولد الحاج الشيخ و من سيموله بعد اليوم حين أغلق مصدر الرزق، أو بالأحرى ما الذي سيجعل جميل منصور يبقى في حزب تواصل كمناضل عادي بعدما أن سدت كل تلك الأبواب التي كانت محفزا رئيسيا للبقاء في الحزب، و ما الوجهة التالية لجميل منصور، هل ستكون مثلا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أم أن فخامة رئيس حزب تواصل المنتهية ولايته على الطريقة الساركوزية سيعتزل السياسة أم سيبقى متمسكا بمواقفه كما القذافي رحمه الله تعالى حتى آخر لحظة من عمره؟

ذ/ محمد فاضل الهادي

ناشط سياسي