أكد بحث جديد أن الغرب بما فيه المملكة المتحدة يخسرون بالفعل معركتهم ضد "التطرف" على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت.
ويوضح البحث الذي أعده مركز الأبحاث الدينية والجيوسياسية أن حجم المحتوى "المتطرف" على محركات البحث في الإنترنت يتسع ويتزايد ويصبح أكثر سيطرة عما قبل.
ويشير البحث إلى أن المحتوى الذي تبثه الحكومة البريطانية وتعتبره "معاديا للتطرف" لايمثل إلا نحو 5 في المائة من العينة التي تم تحليلها عشوائيا لتكون معبرة عن طبيعة محتوى الإنترنت.
وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر رود أنها تعتزم مواجهة هذه المشكلة دون هوادة وقالت إنها "مشكلة حقيقية وخطر متزايد بشكل سريع".
ومنذ عام 2010، قامت الحكومة البريطانية بإزالة 250 ألف منشورا على الإنترنت بسبب المحتوى "المتطرف".
ويوضح التقرير أن هذا النوع من المحتوى يبدأ في الظهور بشكل غير عنيف عندما تبحث عن كلمات مثل "غير مؤمن" ثم بعد ذلك تبدأ مواد أكثر عنفا في التتابع ضمن نتائج البحث. وبحسب الدراسة، تضمنت المواد المنشورة أمورا منها الدعوة لسقوط الأنظمة والمجتمعات الديمقراطية وبناء ما يسمى "دولة الخلافة" و"إقامة الشريعة"- حسب فهم المتطرفين للدين الإسلامي- ثم في مرحلة تالية تقود نتائج البحث القاريء إلى امور أكثر تطرفا مثل الدعوات إلى قتل الكافرين وغير المسلمين.
وتكشف الدراسة أن هناك ما يقرب من نصف مليون عملية بحث عالميا على محرك غوغل عن محتوى "متطرف" كل شهر وذلك في وقت إجراء البحث في مايو/ آيار 2016.
كما توضح الدراسة أن هناك نحو 56 ألف عملية بحث في بريطانيا شهريا على محركات البحث باستخدام كلمات تقود إلى محتوى "متطرف".
وتخلص الدراسة إلى أن الإنسان لا يتحول إلى "متطرف" على مواقع التواصل الاجتماعي فقط بل قد يتشكل وعيه الجديد خلال عمليات البحث على شبكة الإنترنت قبل أن يتجه لمواقع التواصل الاجتماعي لاحقا.
وتقول إيمان البدوي الخبيرة في مجال التطرف لبي بي سي "الناس دوما يعرفون عند متابعة مقاطع الفيديو الجهادية من أين جاءت لأنها تضم علامات واضحة".
وتضيف أن المشكلة الأكبر أن "المحتوى المتطرف يبرز كمصدر للمعلومات مثل ويكيبيديا ويتم إحالة الناس إليه".
من جانبها، شكلت الحكومة البريطانية وحدة مكافحة المحتوى المتطرف على الإنترنت بالتعاون بين الداخلية والخارجية والشرطة وتعمل هذه الوحدة على مواجهة الأزمة التي اعتبرتها الحكومة مستفحلة.
وتقوم وحدة مشتركة بين قوة الشرطة "متروبوليتان" ووزارة الداخلية البريطانية بإزالة نحو 2000 منشور من المحتوى "المتطرف" على الإنترنت أسبوعيا بما يعني انها أزالت ما يقرب من ربع مليون مادة مشابهة منذ 2010.
ورحبت رود بالتعاون بين شركات الاتصالات ومزودي خدمات الإنترنت في البلاد لمواجهة وإزالة المحتوى "المتطرف".
وقالت "لقد قلت إني أرغب في عمل مباشر لمواجهة الأزمة وأنا أرحب بهذه الخطوة التي أقدم عليها اللاعبون الرئيسيون في قطاع الاتصالات بما يساعد على تحقيق أهدافنا".
وأضافت "أرغب في المستقبل أن تتحول هذه الجهود من إزالة ووقف المواد التعي تعبر عن التطرف إلى منعها أصلا من الظهور على الشبكة الدولية للمعلومات".
بي بي سي