تقول القصة انه كان يوجد في فترة ماضية ليست بالبعيدة موظف يعمل في إحدى المؤسسات
الكبرى ذات الدخل المرتفع , ولها فروع عديدة في داخل البلاد وخارجها , ويوجد مقرها في العاصمة.
وكان هذا الموظف يعمل محاسبا براتب جيد , ولديه أسرة متوسطة تتألف من زوجة و4 أبناء , ويسكن منزلا مؤجرا ولديه سيارة متوسطة لكنها لا تزال بحالة جيدة , ومع ذلك فهو غير سعيد , بل يشعر بنوع من التعاسة بسبب الديون التي تراكمت عليه لأصحاب المحلات ,خاصة محلات الاثاث التي استدان منها لتأثيث منزله مقابل أقساط شهرية يلتزم بدفعها , بالاضافة للميكانيكي الذي أصلحَ سيارته عدة مرات دون ان يدفع له أي شيء.
وبعد ان ضاقت به السبل واصبح يعيش في كآبة حقيقية كانت تظهر عليه من حين لآخر أمام زوجته وأبنائه , توجَّهَ الى احد أصدقائه القدماء المشهود له بالاستقامة والفضل , وشكا إليه أحواله وما يعيش فيه من ضيق ونكد , رغم راتبه المرتفع.
سأله صديقه بعض الاسئلة القصيرة ,منها على سبيل المثال : كم راتبك الشهري؟ فقال له : حوالي 200 ألف تقريبا , فرد عليه صديقه بقوله : لم أجد لك حلا إلا أن تذهب من الغد وتطلب من مديرك أن يُخفض راتبك إلى النصف , فقال له : هل جننت؟.
أنا في ضيق وكآبة وديون رغم الراتب الذي أستلمه كل شهر , فكيف اذا كان نصفه فقط؟
فقال له ليس عندي حل آخر غير هذا وأرجو أن تنفذه ثم تعود إليّ بعد 3 اشهر ولا أراك قبل ذلك مهما حدث.
خرج الموظف من عنده مغموما مهموما , لكنه يثق في صديقه ثقة تامة فهو رجل عُرف بالصلاح والتقوى.
وفي الصباح كان أول شيء فعله هو طلب مقابلة المدير العام للمؤسسة , وحين قابله , دار بينهما الحوار التالي :
المدير : تفضل , هل لك حاجة؟ أنت موظف كفؤ ومخلص في عملك , قل ما لديك.
الموظف : عندي طلب واحد ووحيد , أريد من سيادتك أن تخفض راتبي الى النصف وتترك لي النصف فقط.
المدير بعد أن اعتل واقفا : هل انت مُتعب , مريض , بحاجة الى الراحة , خذ ثلاثة ايام واسترح في البيت , يبدو أن ضغط العمل قد أفقدك أعصابك.
الموظف : لا لا سيدي المدير , أنا بخير وفي كامل لياقتي وصحتي النفسية والبدنية.
المدير : أعِدْ إليّ ما قلت إذاً.
الموظف : أريدك أن تُعطيني نصف ما كنت تعطيني من راتب , هذا هو طلبي.
المدير : سبحان الله , الموظفون يطلبون مني ـ عادة ـ زيادة الراتب وإضافة العلاوات , وانت تطلب خفض راتبك وبالنصف أيضا , هذا طلبُ غريب , وغير منطقي.
الموظف : نعم سيدي المدير هذا هو طلبي ورجائي.
المدير : سأنفذ لك رغبتك الغريبة , نادي السكرتيرة.
استمر الموظف في عمله كما كان , وبعد 3 أشهر ذهب لزيارة صديقه حسب الموعد المحدد.
رحب به وسأله عن حاله وحال أولاده , فقال : الحمد لله نحن بخير , وانا مرتاح وسعيد , وقد قضيتُ كل ديوني ولديّ الآن فائض في البنك , فقال له هل عرفت السبب؟ قال : لا , لم أعرف.
لمتابعة قصة الموظف الغريب وصديقه اضغط هـــــــــــــــــــــنا