استبقت صحف عربية القمة العربية المقرر أن تعقد في الأردن في 29 من الشهر الجاري،
بعدد من المقالات التي ناقشت جدوى عقد هذه القمة ومدى قدرتها على حل الازمات المستحكمة في المنطقة.
وقد عبر بعض الكتاب عن شكوكهم إزاء قدرة القمة على بلورة رؤية لمعالجة الأزمات في المنطقة، وأعرب عدد آخر عن أملهم في أن تشكل هذه القمة "نقطة انطلاق إيجابية" نحو حل تلك الأزمات.
"نقطة انطلاق"
يرى خطار أبو دياب في العرب اللندنية أنه "من الصعب توقّع لحظة استثنائية في هذه القمة وبلورة رؤية حد أدنى لمعالجة أو متابعة الأزمات المهددة للدول الوطنية ووقف نزيف الفوضى التدميرية في لعبة الأمم الإقليمية والدولية التي تدور في الديار العربية وعلى حساب المواقع العربية والإنسان العربي".
لكنه في الوقت ذاته يشير إلى أن هذه القمة يمكن أن تكون "نقطة انطلاق إيجابية إذا ساد فيها الشعور بالمسؤولية... عن مصائب الشعوب العربية".
يقول أبو دياب: "النظام العربي الرسمي كان دوماً رهينة أو نتاج تعاون أو تجاذبات القاهرة والرياض وبغداد ودمشق، لكنّ المسألة لا تنحصر بين المشرق وشبه الجزيرة العربية، ومَن يستطيع إنكار المغرب العربي والسودان".
ويقول عصام قضماني في الرأي الأردنية إن "المنطقة العربية ساخنة دائما، والاقتصاد فيها لا يزال محكوما بفشل التعاون والمشاريع الاقتصادية تتكرر منذ عقود دون نتائج على الأرض".
ويدعو رحيل محمد عرايبة في الدستور الأردنية "للتفكير المشترك بين كل الأطراف العربية في كل مستويات الهرم، من أجل التعاون على تجاوز المأزق العربي، وتجاوز حالة التخلف المزري، وحالة الاستبداد المخجل التي تنتهك الكرامة العربية".
يقول عرابية: "حتى تكون القمة العربية قمة حقيقية فعلاً لا قولاً ولا شكلاً، ينبغي أن تكون قائمة على ركائز وقواعد شعبية متصلة في الأرض ومتجذرة في العمق الجماهيري... وبغير ذلك فإنها سوف تبقى قمة عائمة في الفراغ، بلا قواعد وبلا ركائز وبلا أعمدة حقيقية وبلا جذور وبلا فاعلية".
ويدعو إميل أمين في الاتحاد الإماراتية إلى "إتاحة الفرصة للأجيال الشابة عربياً، عساها قادرة على تحقيق الحلم العربي الذي أخفق في الوصول إليه الآباء والأجداد من قبل".
آمال معقودة
يدعو سمير عطا الله في الشرق الأوسط اللندنية إلى بحث "وسائل تطويرها ’أي القمة’ وجعلها ضرورية بدل أن نعاتب الجامعة".
يضيف الكاتب: "يجب أن نبحث لها عن دور أكثر أهمية إذا استحال الدول الأكثر فعالية".
ويقول محمد مجاهد الزيات في الأهرام المصرية "إن القادة العرب أمام تحد كبير، إما أن تكون القمة على مستوى الواقع العربي وتحديات الأمن القومي العربي وأن يسفر لقاؤهم عن مبادرات وخطط لحل الأزمات المستعصية أو تكون القمة من غير ذلك بمثابة منتدى وتسجيل مواقف وإبراء ذمم".
ويقول كرم جبر في اليوم السابع المصرية: "الظروف بالغة الصعوبة والتعقيد أيضا بسبب التشرذم العربي، والخلافات المعلنة والصامتة، والآمال منعقدة على أن تتبنى القمة العربية مبادرات لرأب الصدع وتحقيق المصالحة وتهيئة الأجواء للعمل العربي المشترك، والتوصل إلى حد أدنى للاتفاق حول الملفات الخلافية".
من جهته، يعرب ماهر أبو طير في جريدة الدستور الأردنية عن أمله في "أن تكون القمة العربية في الأردن، بوابة لتغيرات واسعة على صعيد الأزمة السورية، أو أن الأرجح أن القمة سيتم توظيفها عربيا ودوليا، لأجل هذه الغاية".
"قمة من أجل فلسطين"
يقول حسين حجازي في الأيام الفلسطينية إن هذه القمة يمكن وصفها بأنها "قمة من أجل فلسطين".
وتشير القدس الفلسطينية في افتتاحيتها إلى "أن الكرة الآن في ملعب إدارة الرئيس ترامب لتقرر خطوتها التالية إذا كانت معنية بإطلاق عملية السلام بعد إن أكد الجانب الفلسطيني-العربي استعداده للتعاون مع الرئيس ترامب في التقدم نحو سلام عادل ودائم وشامل".
من جانبه، يرى عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية أنه "ربما نكون أمام الفصل الأخير من عملية تصفية القضية بدل تسويتها" رغم وجود "حركة باتجاه فلسطين، وأن قضيتها لم تعد تقبع في الزوايا المعتمة، لكن ليس في كل 'حركة بركة' كما يقال، وعلى الفلسطينيين أن يقلقوا من 'الصحوة الأمريكية المفاجئة' لمعالجة ملفات الحل النهائي لقضيتهم".