يختتم "الحوار الوطني الشامل" كما أطلق عليه منظموه جلساته التي دامت 10 أيام ومددت لثلاثة إضافية بلياليها.
ويتوقع أن تعقد جلسة يوم الاثنين تخصص لعرض وثيقة شبه متفق عليها ثم يكون الاختتام.
ويستشف من خلال متابعة المجريات الصاخبة العبثية فى بعض الأوقات أنه كان يمكن اختصار الموضوع من أصله فى جلسة واحدة لمدة ساعة ، فالفرقاء المتحاورون أربعة أصناف.
ــ فريق الأغلبية الذي سعى إلى تمرير فكرة تثليث المأموريات الرئاسية وأرفق ذلك بأمور ثانوية متعلقة بـ"تحمير" جنبات العلم الوطني وأشياء أخرى.
ــ وفريق محسوب على التحالف الشعبي كان سقف مسعاه هو فتح سن الترشح لما فوق الـ 75 سنة وما عدا ذلك كان مقبلات ومزايدات مستهلكة ومستهجنة.
ــ وفريق محسوب على الوئام كانت غايته المشاركة فى السلطة القادمة باي شكل ومن أي موقع وبأية وسيلة فالحزب أعياه التغريد خارج سرب الموالاة وهذه فرصته التي لن تتكر ليأخذ القطار من أية محطة.
ــ وفريق الأحزاب المحفظية الجديدة وكان هدفه تمرير فكرة نتظيم انتخابات مبكرة ومقايضة مشاركته بضمان مكاسب فى تلك الانتخابات.
وهنالك طابور خامس من الغاوين والمرجفين فى المدينة والذين في قلوبهم مرض وهؤلاء عادة ما تستقطبهم كل الولائم السياسية حتى ولو كانت هزيلة.
وطبعا هنالك البشمركة .. والجنجويد .. والمجتمع المدني .. و .. و .. و
تزاحمت عقول هذا الخليط المهجن الغريب على مدى 15 يوما كانت فى معظمها مضيعة للوقت والجهد لأنه كان بالإمكان الوصول إلى جوهر الأمور فى دقائق وتجنب المهاترات والبذاءات والتفوه بالألفاظ الخادشة للثوابت وللذوق الوطني التي تجمع ولا تفرق.
أقول إنه كان بالإمكان اختصار الموضوع فى صياغة بيان حول المأمورية الثالثة وسن الترشح وتنظيم الانتخابات المبكرة مع التعريج على مصير الشيوخ فهذه الأمور ألقت بظلالها على قصر المؤتمرات والشياطين الكامنة فى تفاصيلها ستواكب مجريات المشهد السياسي الموريتاني على المديين القريب والمتوسط.
ويبدو أن الأغلبية الصامتة لم تنخدع كثيرا بمجريات الحوار وكان على المتحاورين أن يدركوا أنه بالإمكان خداع بعض الناس لبعض الوقت وقد تم ذلك خلال حوارات سابقة .. لكنه من شبه المستحيل أن يخدع كل الناس كل الوقت.
فالمؤمن العاقل لا يلدغ من جحر مرتين حتى ولو كان جحر الحوار.
بقلم: عبد الله محمدو [email protected]