موسم حج ناجح يقابله تشويش إعلامي.. أسئلة مشروعة حول دوافع الحملة

اثنين, 28/07/2025 - 09:42

رغم النجاح اللافت الذي حققه موسم الحج الموريتاني لهذا العام، والذي حظي بإشادة واسعة من غالبية الحجاج العائدين من الديار المقدسة، ظهرت خلال الأيام الماضية حملة إعلامية مثيرة للجدل، حاولت التشويش على ما تم إنجازه، عبر تسريبات واتهامات تفتقر – بحسب مراقبين – إلى المصداقية والسند المهني.

نجاح غير مسبوق في تنظيم الحج

لقد اتسم موسم الحج لهذا العام بتحسن ملحوظ في مختلف الخدمات الأساسية، بدءًا من الإقامة والمأكل والمشرب، مرورًا بالنقل والرعاية الصحية، وانتهاءً بالجوانب الإدارية والتنظيمية. وقد جاء هذا التحول ثمرة لجهود وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، التي عملت منذ وقت مبكر على وضع خطة عملية وشاملة لضمان راحة الحجاج، وفق توجيهات واضحة من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي شدد مرارًا على أن كرامة الحاج الموريتاني أولوية لا تقبل التهاون.

وقد تم تسيير موسم الحج من خلال آليات واضحة، أهمها اعتماد المناقصات القانونية في إبرام العقود مع الشركات المحلية والدولية، وفق معايير فنية ومالية مضبوطة، وداخل السقف المقرر للميزانية، والتي تم التصديق عليها من قبل الجهات التشريعية المختصة.

حملة ممنهجة وتشويش سياسي؟

ومع أن الموسم شهد تحسنًا غير مسبوق بشهادة المعنيين أنفسهم، فقد بادرت بعض الأطراف إلى إطلاق حملة تشويه، بدأت بتسريب تقارير تفتيش لم يكتمل إعدادها بعد، واتهامات مبطنة لبعض المسؤولين، في محاولة – كما يرى مراقبون – لتسييس الملف وتحويله إلى ساحة لتصفية الحسابات مع أطراف خارج "دائرة الولاء التقليدي".

ويطرح المتابعون أسئلة مشروعة حول هذا التوقيت المريب:

لماذا لم يُنتظر اكتمال نتائج التحقيق قبل تسريب المعلومات؟

ولماذا جرى القفز على المسؤولية الجماعية وتجاهل دور الشركات المتعهدة التي نفذت الخدمات؟

وهل أصبحت بعض الملفات تُدار بعقلية الاستهداف السياسي لا منطق الإدارة العمومية الرشيدة؟

الرهان على وعي الرأي العام

في ضوء هذه التطورات، يرى مراقبون أن الحملة الجارية لا تعدو كونها محاولة للالتفاف على نجاح ملموس، ومصادرة جهد مؤسسي تقوده جهات رسمية بعقلية مهنية ومسؤولية وطنية. كما أن تجاوب الرأي العام مع رواية الحجاج أنفسهم، الذين أكدوا جودة الخدمات واحترام كرامتهم، يكشف مستوى وعي المجتمع، وقدرته على التمييز بين المعلومة الموثوقة والدعاية المغرضة.

إن موسم الحج لهذا العام مثّل اختبارًا حقيقيًا لمدى تطور أداء القطاع الحكومي، وقد نجح القائمون عليه في عبور هذا الاختبار بثقة، ما يستدعي التقدير لا التشكيك، والدعم لا الهدم.