كورتوا يُجدد ولاءه لريال مدريد بعقد يكسر القاعدة!

في خطوة مفاجئة تحمل دلالات كثيرة، أعلن نادي ريال مدريد الإسباني عن تمديد عقد حارسه البلجيكي المخضرم تيبو كورتوا لعامين إضافيين، ليبقى في صفوف «الملكي» حتى صيف 2027، بعدما كان من المقرر انتهاء عقده السابق في 2026.

ووفق شبكة «The Athletic»، فإن هذا التجديد لا يُمثل مجرد استمرار لحارس مرمى، بل هو خروج واضح عن السياسة المعتادة للنادي في التعامل مع اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين، إذ جرت العادة على منحهم عقوداً قصيرة تُجدد موسماً بموسم. كورتوا، الذي يبلغ من العمر 33 عاماً، حصل على عقد يمتد لعامين كاملين، إلى جانب راتب مُحسّن يبدأ تطبيقه هذا الصيف، ما يعكس حجم الثقة التي ما زال يحظى بها داخل «سانتياغو برنابيو».

ويُعد كورتوا ثاني لاعب يُجدد عقده مع الريال خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، بعد المدافع الشاب راؤول أسينسيو الذي وقع حتى عام 2031، في إشارة إلى سياسة التوازن التي ينتهجها النادي بين الحفاظ على الخبرات وضمان مستقبل الفريق.

منذ انضمامه إلى ريال مدريد قادماً من تشيلسي الإنجليزي في صيف 2018، خاض كورتوا 288 مباراة رسمية بقميص «الميرينغي»، حافظ خلالها على نظافة شباكه في 113 مناسبة، وساهم في التتويج بثلاثة ألقاب في الدوري الإسباني، ولقبين في دوري أبطال أوروبا.

ورغم تعرضه لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي في أغسطس (آب) 2023 أبعدته عن معظم مباريات الموسم، فإنه عاد في الوقت الحاسم وشارك أساسياً في نهائي دوري الأبطال ضد بوروسيا دورتموند في يونيو (حزيران) 2024، والذي حسمه الريال بثنائية نظيفة.

غير أن أداء كورتوا لم يكن بمنأى عن الانتقادات، خاصة بعد خطأ مؤثر في نهائي كأس الملك أمام برشلونة أدّى إلى تسجيل فيران توريس، وانتهى اللقاء بفوز الكتالونيين 3-2. ورغم ذلك، استعاد كورتوا بعضاً من بريقه في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة؛ حيث وصل الريال إلى نصف النهائي قبل أن يُقصى على يد باريس سان جيرمان.

مدرب الفريق، تشابي ألونسو، لم يُخفِ إعجابه بحارسه العملاق، إذ قال عقب الفوز 3-2 على دورتموند في ثُمن نهائي البطولة: «نحن محظوظون للغاية بوجود تيبو كورتوا في مرمانا. هو من نوعية الحراس الذين يصنعون الفارق ويمنحونك الانتصارات. تأثيره كبير، ويمكننا أن نشعر بالامتنان لامتلاكنا حارساً مثله».

تجديد عقد كورتوا يُعيد تأكيد مكانته بصفته أحد أبرز حراس المرمى في العالم، ويؤكد أن ريال مدريد ما زال يُراهن على خبرته وشخصيته القوية داخل غرفة الملابس وخلف خطوط الدفاع، في مرحلة انتقالية يسعى فيها النادي للجمع بين المجد والتجديد.