“دمبه ولد الميداح: وداعًا لصوت الأدب الأصيل وروح الوطن النبيلة "

جمعة, 09/05/2025 - 20:06

ستخلَّد صبيحة التاسع من مايو يوم حزن على الأدب الموريتاني الرفيع.

نعم؛ رحل عن عالمنا الزائل صباح اليوم 09 مايو 2025 بالمملكة المغربية الأستاذ الأديب محمد ولد احمد ولد الميداح الملقب دمبَه، بعد صراع طويل مع المرض.

رحل لكن ذكره وأدبه وحبه باقون في وجدان الملايين من متذوقي الأدب والتراث والأخلاق.

ولد الأستاذ محمد ولد الميداح في خمسينيات القرن الماضي فنشأ في كنف منطقة بل مدرسة إگيدي الشهيرة، فنهل من ثقافتها الموسوعية الأصيلة، حتى أصبح ملهِما للأجيال، كتب للوطن وأمجاده وتراثه، لم يبخل على الأمة بعطائه التربوي والأدبي والإداري، حتى أصبح رائد هذا الثلاثي الذي قل أن يجتمع في غيره.

بدأ مشواره التربوي كمدرس فتدرج في سلك التعليم من عقدوي إلى معلم مساعد فمعلم ومفتش تعليم، فكان مثالا للتربية والكفاءة والمهنية.

التحق بوزارة الثقافة فشغل بها مناصب منها مدير الثقافة ومكلف بمهمة في الديوان، فكان قدوة ومحل تقدير لكل من عملوا معه.

كان المرحوم دمبَه ولد الميداح حاضرا في المشهد الثقافي بوصفه عضوا مؤسسا لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ورئيسا لمجلس الاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي، فعاش مع الموريتانيين أينما حل، سفيرا لثقافتهم وأدبهم وتاريخهم الناصع وبطولاتهم الخالدة.

شارك في العديد من المهرجانات والندوات والبرامج عبر أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة الموريتانيتين، ليكون حينها حديث الناس وشغلهم الشاغل حيث ملأ الدنيا بعطائه الثقافي الأدبي المتميز، فحمل مشعل النقد والفتوة والأدب، فكان يحاضر ويكتب للجميع وباسم الجميع، أحبه الموريتانيون ممثلا للثقافة والإبداع والموهبة.

كان الأستاذ دمبه صابرا محتسبا طيلة مراحل علاجه، وكانت الدولة إلى جانبه في محنته حيث وجه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني تعليماته بالتكفل بعلاجه ومواكبته، وذلك ما تم بالفعل تجسيدًا لسياسة الدولة الحانية على مواطنيها والحاضنة لمثقفيها.

عرف الأستاذ دمبه بابتعاده عن المبالغة في الألقاب، فكان يولي أهمية كبيرة للذائقة الأدبية والصدق في التعبير. 

كما عرف بنبل أخلاقه وكرمه وحصافته وحبه للجميع وتمكنه من اللغتين العربية والفرنسية، فرحم الله فقيد الوطن والثقافة والنقد والأدب.

وإنا لله وإنا إليه راجعون..

رحم الله الأديب الأديب؛

الدكتور/ محمد ولد أصوينع