القاضي هو الحَكَم بين المتخاصمين , وكلمته تعتبر الكلمة الفصل في قضايا المجتمع ,
سواء كانت مدنية أو اجتماعية او جزائية , والمفروض أن القاضي لا سلطان لأحد عليه ــ أيا كانت سلطته ــ الا الله عز وجل وضميره.
اقرءوا هذه القصة التي حدثت في زمن قديم واحكموا بأنفسكم , واعلموا أن نفس القاضي ما يزال موجودا الى اليوم , حتى ولو تغير ثوبه ومسماه , كما أن المتخاصمين ما زالوا يمشون بيننا.
تقول القصة إنه في يوم من الأيام جاء رجل الى محل لبيع الدجاج ومعه دجاجة مذبوحة , وكان يريد من صاحب المحل أن يُقَطِّعَ له هذه الدجاجة وينزع عنها الريش وينظفها.
أعطي الرجل الدجاجة لصاحب المحل الذي قال له : عُد بعد ربع ساعة وستكون دجاجتك جاهزة، فقال صاحب الدجاجة في حماسة : اتفقنا , ثم ذهب .
وبمجرد أن غادر الرجل , مرَّ قاضي المدينة على المحل ، وقال لصاحبه : أنا محتاج الى دجاجة , فبعني واحدة ، فقال له صاحب المحل : أنا آسف سيدي القاضي , والله ليس عندي غير هذه الدجاجة، وصاحبها سوف يعود بعد ربع ساعة لكي يأخذها ، فقال له قاضي المدينة : اعطني إياها الآن، وعندما يأتيك صاحبها قل له أن دجاجته طارت.
تعجب الرجل كثيراً من حديث القاضي وقال له في غضب : كيف أقول له إن دجاجته طارت وهو قد أعطاني الدجاجة مذبوحة ؟
فقال له القاضي في غرور : اسمع ما أقول واعطني الدجاجة فأنا محتاج اليها ، ثم قل له أن الدجاجة طارت , ولا عليك بعد ذلك , وإن شاء فليشتكِ عليك ولا تخف.
اضطر صاحب المحل ان يستمع إلى كلام القاضي خوفاً من سلطته وهو يقول في نفسه : الله يستر، وأعطاه الدجاجة بالفعل .
وبعد مرور ربع ساعة جاء صاحب الدجاجة إلى محل الدجاج وقال لصاحبه : أعطني دجاجتي إن كانت جاهزة ، فرد عليه في خجل : دجاجتك طارت مع الاسف ، فقال الرجل في دهشة : كيف ؟ كيف طارت دجاجتي وقد اعطيتها لك مذبوحة.
دار شجار ومشادة كلامية بين صاحب الدجاجة وصاحب محل الدجاج حتى قال له صاحب الدجاجة : امشِ معي الى المحكمة حتي يحكم بيننا القاضي ويعطيني حقي .
وبالفعل ذهبا معاً وأثناء طريقهما رأوا رجلين يقتتلان : أحدهما مسلم والآخر يهودي ، فأراد صاحب محل الدجاج أن يفرق بينهما ولكنه أدخل أصبعه ـ عن طريق الخطأ ـ في عين اليهودي ففقأها، وتجمع الناس وأمسكوا به وجروه إلى المحكمة عند القاضي ، وعندما وصلوا إلى هناك أفلتَ منهم الرجل وهرب ودخل إلى مسجد قريب فدخل الناس وراءه , فصعد فوق المنارة فلحقوا به، فقفز منها حيث وقع على رأس رجل عجوز كان يمشي في الطريق، فتسبب
لمتابعة القصة الشيقة اضغط هنــــــــــــــــــــــــا