وصفت صحف عربيةاللقاء الذي جرى بين محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحدث الاستثنائي الذي "يشير إلى مكانة الأمير محمد بن سلمان لدى الأوساط الرسمية الأمريكية" كما قال بعض الكتاب السعوديين.
ويعد هذا اللقاء الذي جمع الاثنين يوم الثلاثاء 14 مارس/آذار في البيت الأبيض الأول من نوعه بين مسؤول سعودي رفيع وترامب منذ تولي الأخير الرئاسة.
"نقطة تحول تاريخية"
وصف فهيم الحامد في صحيفة "عكاظ" السعودية " الزيارة بأنها "أول عصف ذهني استراتيجي بين الحكومة السعودية وإدارة ترامب لبحث مستقبل الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين الرياض وواشنطن"، مؤكدا أن "مجموعات الضغط واللوبيات داخل الولايات المتحدة الأمريكية تراقب بكل اهتمام هذه الزيارة".
وأضاف الحامد أن الاجتماع تناول "إعداد خريطة طريق للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط، وبشكل خاص إرهاب "تنظيم الدولة الإسلامية" ووقف التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية، والحيلولة دون تمدد الفكر الطائفي الذي تقوده إيران في المنطقة، فضلاً عن تعزيز التحالف بين البلدين في الجوانب العسكرية والأمنية والاستخباراتية والاقتصادية والاستثمارية، وفق الرؤية السعودية 2030".
وفي السياق ذاته، أبرزت صحيفة "الغد" الأردنية تصريحات مستشار ولي ولي العهد التي قال فيها إن " الأمير محمد بن سلمان وترامب اتفقا على أن إيران تمثل تهديدا أمنيا على المنطقة" كما وصفت المحادثات بأنها "نقطة تحول تاريخية" في العلاقات بين البلدين.
أما صحيفة الرأي الكويتية، فأشارت إلى أن واشنطن مستعدة لتلبية "كل الاحتياجات العسكرية للرياض".
"مهندس العلاقة مع أمريكا"
وفي الأخبار اللبنانية وصف فؤاد إبراهيم زيارة محمد بن سلمان لواشنطن بأنها "ليست زيارة عادية، ولا تقتصر على المشاريع الاستثمارية في سياق رؤية السعودية 2030 المعلن عنها في نيسان 2016 بل هي استثنائية بالمعني الحرفي للكلمة، وسيترتب على أساسها نوع العلاقة المستقبلية، وكذلك الاستراتيجية الأميركية في المنطقة".
ورأى الكاتب أن هناك "صفقة كبرى يجري تداول تفاصيلها في اجتماعات بون ولندن، وأخيراً واشنطن"، مشيراً إلى أن الشعب اليمني تحديداً "ينتظر حسم الصفقات بين الأطراف المعنيّة".
أما سركيس نعوم فكتب في صحيفة "النهار" اللبنانية تحت عنوان "ولي ولي العهد مهندس العلاقة مع أمريكا" قائلا "من وجهة النظر الأمريكية فإن الاجتماعات مع الأمير محمد بن سلمان تقدم فرصة للتوصل إلى فهم أوضح للاستراتيجيات السعودية في حربها الحالية. إذ سواء رافقت الحرب الجوية في اليمن عمليات عسكرية بريّة أم لا، وسواء غيّر ذلك من الواقع على الأرض فمن الثابت أن استعادة 'الشرعية اليمنية' و'التحالف السعودي' العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى، سيكون مستحيلاً من دون عنف كارثي وأزمة إنسانية كبيرة، وربما يوجّه البيت الأبيض الى وليّ وليّ العهد أسئلة عن طريقة معاودة مفاوضات ذات معنى".
وفي صحيفة "الرياض" السعودية كتب عادل الحربي :" هناك استثناء لحضور القادة السعوديين في البيت الأبيض، فحضورهم الآن هو كشركاء في الحلول وليس كأطراف في النزاعات أو كجهات تتطلع للدعم والمساعدة، وهناك فرق كبير بين من يأتي إليك شريكا ومن يأتي محتاجاً أو طرفاً في نزاع".
وأضاف الحربي: "مختصر العلاقة أن المملكة ليست رقماً إضافياً، بل هي الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه".