التنقيب عن الذهب تصاحبه أمور أخرى قد تسبب مشاكل لا حصر لها
على الصحة العامة وعلى تدمير البيئة , كما أن لها تأثيرا خطيرا ومضاعفات سلبية , ويتعلق الامر بمادة الزئبق الخطيرة.
فقد حذرت نقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان في موريتانيا من خطورة انتشار مادة الزئبق على الإنسان والمحيط بموريتانيا، بعد انتشار استعمالها في عمليات التنقيب عن الذهب في صحراء انشيري شمال البلاد.
وأكد بيان صادر عن نقابة الأطباء، أمس السبت، أن مادة الزئبق عرفت انتشارا كبيرا في الفترة الأخيرة، وبكميات كبيرة في البلاد، بفعل استخدامه من طرف المنقبين التقليديين عن الذهب. ودعا البيان السلطات الصحية والأمنية إلى مراقبة طرق نقل مادة الزئبق وحفظها واستعمالها، محذرا من التهاون في مراقبته وإهمال الحد من انتشاره.
ويقول الطبيب سيدي محمد ولد حامد، إن الكثير من المنقبين عن الذهب بالطرق التقليدية يستعملون معدن الزئبق دون دراية كافية بخطورته، كما أن عمال المعادن والتجار والمنقبين يتعاملون بطريقة مباشرة مع الزئبق في بحثهم عن الذهب، ما يهدد حياتهم وحياة غيرهم، لأن الآثار السلبية لا تتوقف عند من يتعامل به بل تتعداه للبيئة والحيوان.
ويشير ولد حامد إلى أن التعامل العشوائي مع الزئبق خطر جداً؛ فملامسته أو استنشاقه يسببان كثيرا من المشكلات التي يصعب حلها.
ويضيف، أن الزئبق خطر على صحة الإنسان والبيئة معاً، ويسبب مزيداً من السرطانات ويقتل الناس ببطء، إذ إنه يسبب الصداع وفقدان الذاكرة، والفشل الكلوي ، ويؤدي إلى فقدان النظر والعجز عن الحركة وإجهاض الأجنة.
ويرى أن التعبئة والتوعية تلعبان دورا فعالا في وقف استعمال الزئبق في مناطق التعدين. ودعا السلطات إلى منع الاستخدام العشوائي لمادة الزئبق في التعدين، ومكافحة آثاره على البيئية.
وأصبح التنقيب عن الذهب مصدر رزق لآلاف المواطنين بموريتانيا، والذين أجبرتهم البطالة على البحث عن الذهب في ظروف قاسية، واستعمال الزئبق بطرق فريدة في البحث عن دفائن الذهب، في حين أكدت مصادر ظهور أمراض جلدية في أوساط المنقبين.
"اطلس انفو+ العربي الجديد"