الضرائب المأخوذة من المواطن الموريتاني إلى أين؟

سبت, 15/02/2025 - 09:45

الضرائب تُعد أحد الركائز الأساسية لتمويل ميزانيات الدول، حيث يتم من خلالها توفير الموارد اللازمة لتنفيذ المشاريع الكبرى التي تسهم في تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة مثل الطرق، الصحة، التعليم، المياه، الكهرباء، وتطوير الجيوش. ومع ذلك، فإن نظام الضرائب في موريتانيا يثير العديد من التساؤلات حول كيفية استخدام هذه الأموال وفعاليتها في تحقيق التنمية المنشودة رغم ارتفاعه تعدد سبل أخذها من المواطن.

لماذا يدفع المواطن الموريتاني الضريبة؟

يدفع المواطن الموريتاني الضرائب بهدف المساهمة في تمويل الخدمات العامة والمشاريع التنموية التي تعود بالنفع على المجتمع ككل.

ومن المفترض أن تُستخدم هذه الأموال في بناء المدارس، المستشفيات، الطرق، وتوفير البنية التحتية اللازمة لتحسين مستوى المعشة للفرد.

غير أن الواقع يشير إلى أن الموريتاني يدفع الضرائب دون أن يرى نتائج ملموسة على الأرض.

أنواع الضرائب في موريتانيا:

1.الضرائب المباشرة:

تشمل الضرائب المفروضة على الدخل والأرباح، مثل الضريبة السنوية على السيارات والضرائب المفروضة على رجال الأعمال والشركات.

2.الضرائب غير المباشرة:

تشمل الضرائب المفروضة على السلع والخدمات، مثل الضرائب على البضائع المستوردة (الدوانة). هذه الضرائب تكون واضحة ويمكن تتبعها إلى حد ما.

3.الاتاوات والرسوم الأخرى:

مثل رسوم التأمين وزيادة المحروقات ورسوم إشارات المرور التي تُفرض على المواطنين، رغم أن صيانة الطرق وإشارات المرور من المفترض أن تكون ضمن ميزانية وزارة النقل.

مشاكل نظام الضرائب في موريتانيا:

1.غياب الشفافية:

يشتكي المواطنون من أن الضرائب التي يدفعونها تختفي دون أن يعرفوا أين تُصرف أو كيف تُستخدم، هناك غياب تام للشفافية في إدارة الموارد العامة رغم الشعارات المخلفة لمحاربة الفساد وتعدد الهيئات الرقابية المفتشية العامة للدولة - محكمة الحسابات - المفتشيات الداخلية لكل وزارة.

2.ضعف البنية التحتية:

رغم الضرائب المرتفعة، فإن البنية التحتية في موريتانيا تعد من الأسوأ في المنطقة حيث الطرق متهالكة، والعاصمة نواكشوط تفتقر إلى نظام صرف صحي متكامل، وهو أمر نادر في عواصم العالم.

3.ارتفاع الأسعار:

الضرائب المرتفعة تساهم في زيادة أسعار السلع والخدمات، مما يجعل الحياة صعبة على المواطن العادي الذي يعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة رغم الثروات الهائلة للبلد.

4.الثروات الطبيعية غير المستغلة:

تمتلك موريتانيا ثروات طبيعية هائلة مثل الأسماك، الحديد، الذهب، الفوسفات، الغاز، البترول، بالإضافة إلى ملايين رؤوس الماشية ومع ذلك، لا يتم استغلال هذه الثروات بشكل فعال لتحسين الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الضرائب.

تساؤلات المواطن الموريتاني:

يتساءل المواطن الموريتاني عن جدوى دفع الضرائب إذا كانت لا تعود بالنفع العام على البلاد.

فمنذ أكثر من ستين سنة، يتم جمع الضرائب دون أن يرى المواطنون نتائج ملموسة في تحسين الخدمات العامة أو البنية التحتية بل على العكس، فإن الوضع الاقتصادي والمعيشي يزداد سوءًا عامًا بعد عام.

من الضروري أن تعمل الحكومة الموريتانية على زيادة الشفافية في إدارة الموارد العامة، وتحسين نظام جمع الضرائب وتوزيعها بشكل عادل وفعال. كما يجب استغلال الثروات الطبيعية المتاحة لتحقيق التنمية الاقتصادية وتقليل الاعتماد على الضرائب المباشرة وغير المباشرة التي تثقل كاهل المواطن، بدون إصلاحات جذرية في نظام الضرائب وإدارة الموارد.

هل يمكن أن يستمر المواطن الموريتاني في دفع الضرائب دون أن يرى أي تحسن في مستوى معيشته أو في الخدمات العامة المقدمة له؟.

 

 

أطلس_انفو