الاقتصادية : تحاول البنوك المركزية حول العالم زيادة احتياطيات النقد الأجنبي لديها، وهو ما يسلط الضوء على مدى هشاشة التعافي الاقتصادي العالمي رغم موجة الصعود في الأسواق المالية، وفي الأسواق الناشئة استقرت مستويات احتياطيات النقد الأجنبي بعد عامين من الانخفاض، ومن أبرز الدول التي سجلت مستويات قياسية جديدة «فيتنام» والتشيك بحسب الأنباء الكويتية . وعلى سبيل المثال، ارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي في الصين بحوالي 6.9 مليارات دولار في فبراير الماضي مقارنة بيناير لتعود أعلى 3 تريليونات دولار، وعملت العديد من البنوك المركزية في أوروبا أيضا على تعزيز احتياطيها النقدية، وتناولت «وول ستريت جورنال» في تقرير أسباب عمل تلك البنوك على زيادة احتياطيها. ووفقا للتقرير، ترتفع احتياطيات النقد الأجنبي عندما تقبل البنوك المركزية على شراء عملات أجنبية للحفاظ على ارتفاعها أمام عملاتها المحلية لعدم الإضرار بالصادرات والنمو الاقتصادي. وفي أوروبا، ترتبط الارتفاعات الكبيرة في الاحتياطيات بفترات الضغوط المالية حيث أسهمت التوترات السياسية في فرنسا وألمانيا وأمريكا وبريطانيا في عدم يقين لدى المستثمرين مما يدفعهم نحو شراء عملات الملاذ الآمن مثل الفرنك السويسري، وهو يؤدي بدوره لشراء المركزي السويسري عملات أجنبية لعدم ارتفاع عملته كثيرا. وتواصل بنوك مركزية في الأسواق الناشئة زيادة احتياطياتها النقدية لتكون بمنزلة داعم في مواجهة الصدمات المالية، وأحيانا تزيد الاحتياطيات لتكون بمنزلة تأمين للسندات السيادية في مواجهة التعثر في سداد الديون والأزمات الأخرى. وربما يعتبر مستثمرون زيادة الاحتياطيات في البنوك المركزية بمنزلة صمام أمان لاقتصاد ما للتعامل مع أزمة ما في المستقبل، ولكن هناك قلق من أن يسفر تكديس النقد الأجنبي في البنوك المركزية عن أزمة مالية في تدفقات رؤوس الأموال نتيجة اضطرابات اقتصادية أو سياسية. وتشير وتيرة زيادة احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية إلى أن مسؤولي القطاع المصرفي يكدسون الدولارات لأن لديهم مخاوف من الاقتصاد العالمي رغم ارتفاعات قياسية في أسواق الأسهم الأميركية مؤخرا.