السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني في هذا اليوم المبارك، الذي يصادف الذكرى الرابعة والستين لعيد الحرية والانعتاق، عيد الاستقلال الوطني، أن أكون معكم لتخليد هذه المناسبة بأفضل طريقة ممكنة، وهي تكريم أهل القرآن، أهل الله وخاصته. كما نجتمع اليوم في حفل توزيع جوائز المسابقة الكبرى للقرآن الكريم، التي تُنظمها إذاعة موريتانيا سنوياً.
كما نعلم جميعًا، فإن القرآن هو نور لهداية البشرية ومصدر الحكمة والإلهام. ومن هنا، فإن تنظيم مثل هذه المسابقات يعزز ثقافة التلاوة والتدبر، ويساهم في نشر تعاليمه السامية بين شبابنا ومجتمعنا بشكل عام.
فالقرآن كما وصفه الله عزّ وجلّ: {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 42)، كتاب الله المحفوظ: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: 9].
كتاب الله تبارك وتعالى، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن …
*أيها الحضور الكريم،*
أود هنا أن أُسلط الضوء على بعض الإنجازات التي تحققت للبلاد
بقيادة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي تعكس التزامنا بقيم الإسلام السمح ونشر قيم التسامح. فقد كثفت الحكومة، تحت قيادة معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي، جهودها لتثمين المحاظر، حيث تم تصنيفها كتراث إنساني غير مادي لدى اليونسكو. وهذا الاعتراف العالمي يعكس نجاعة المحظرة وتميز أسلوبها الفريد في التعليم، كما أنه يؤكد على مكانتها العريقة في تاريخنا الثقافي والديني.
فقد تم توسيع برنامج بناء المساجد والمحاظر وإنشاء المحظرة الشنقيطية الكبرى، وجائزة فخامة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم المتون المحظرية.
كما إن تصنيف المحاظر يُعتبر خطوة هامة نحو حماية وتعزيز هذا التراث الثمين الذي يمثل عمق الهوية الموريتانية. كما نسعى جاهدين لدعم المحاظر وتعزيز دورها في المجتمع، من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير الموارد اللازمة، مما يمكن الطلاب والشيوخ من تلقي العلوم الشرعية والدروس في بيئة ملائمة. إن تعزيز المحاظر وتنميتها يبرز أهميتها في التربية ونشر الثقافة الإسلامية الصحيحة.
كما عملت الحكومة على نشر مبادئ الإسلام من خلال برامج توعوية ومبادرات تهدف إلى تعزيز الفهم الصحيح لديننا الحنيف.
*أيها الحضور الكريم،*
أود أن أُعبر عن تقديري العميق لكل المشاركين في هذه المسابقة، والتي تُعَدّ مناسبةً عظيمةً تعكس التزام بلادنا بقيم الدين الحنيف وتعزز من مكانة القرآن الكريم في حياة الناس. لقد أظهرتم أيها المشاركون إبداعكم واجتهادكم في تلاوة القرآن، وأُهنئ الفائزين الذين اجتازوا هذه المنافسة بنجاح، وأشجع الآخرين على مواصلة العمل والاجتهاد، فالثمرة ليست فقط الفوز بل أيضاً التعلم والنمو الروحي.
إن هذه المناسبة لا تقتصر فقط على توزيع الجوائز، بل هي أيضاً فرصة لتجديد العهد مع كتاب الله، واحتضان قيمه وتعاليمه في حياتنا. نحن في الحكومة نؤكد التزامنا بدعم كل الجهود التي تُعني بتعظيم الشعائر واعلاء حملة القران وتعلم وتعليم كتاب الله .
ختاماً، أؤكد أن إذاعة موريتانيا ستستمر في تنظيم هذه المسابقة برعاية سامية من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني. وتجسيد متكامل من الحكومة
*والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.*