يعتبر بعض الكتاب في الصحف العربية قرار الإدارة الامريكية تعليق التعاون مع روسيا
بخصوص التنسيق بشأن الأزمة السورية بمثابة "فشل" أمريكي.
بينما يحذر آخرون من تصعيد المواجهات العسكرية بين موسكو وواشنطن في سوريا والمنطقة.
على صعيد آخر، انتقدت صحف أخرى ما وصفته ﺑ "المطامح التركية" في العراق.
"أكاذيب العم سام"
يصف محمد زاهد غول في صحيفة الشرق القطرية القرار بأنه مؤشر ﻟ"تحول" السياسة الأمريكية نحو روسيا في سوريا.
ويضيف: "إن إعلان أمريكا نفاد صبرها على روسيا في سوريا، بحسب قول المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيري، سيكلف روسيا الكثير إن لم تتدارك نفسها، فتعلن عن تحول في سياستها في سوريا مقابل التحول الأمريكي، وهو عودتها إلى الدور السياسي وسحب قواتها، بأي حجة كانت، فالإعلام الروسي قادر على تزوير الحقيقة ولو أمام الشعب الروسي فقط، وإلا فإن الحرب في سوريا سوف تطول".
من جانبها، تتهم رغداء مارديني في جريدة تشرين السورية واشنطن بمحاولة "تنفيذ مشروعها الصهيو-أمريكي في سوريا والمنطقة عبر استثمار الإرهاب".
وتقول: "قد يكون ما يحدث حالياً إحدى أوراق تحالف النفاق الأمريكي الذي مازال يلعب على وتيرة الوقت سواء بالعمل حيناً على إيقاف الأعمال القتالية التي لم تزد المسلحين الإرهابيين إلا دعماً وتغطية وحمايةً".
ويبرز محمد كنايسي في جريدة البعث السورية ما وصفه ﺑ "أكاذيب العم سام" مشككاً في النوايا الأمريكية.
ويقول: "إن كل ما اقترفته أمريكا من جرائم بحق الدولة السورية وشعبها حتى الآن، وبمختلف أنواعها، من الحصار السياسي، إلى العقوبات الاقتصادية، إلى دعم الإرهاب، إلى العدوان العسكري المباشر.
ويؤكد أن العدو الذي تقاتله واشنطن على الأرض السورية هو الدولة الوطنية وليس «داعش»".
ويقول فهد الخيطان في جريدة الوطن القطرية: "انهيار التفاهمات الروسية الأمريكية في حلب، قلب الحياة في المدينة المحطمة إلى جحيم فواشنطن أعلنت رسمياً تعليق المباحثات بشأن سوريا مع موسكو، في خطوة لا تعكس سوى الفشل الأمريكي الذريع في مواجهة الغطرسة الروسية، ووحشية النظام السوري".
ويشاركه صالح بن عفصان العفصان الكواري رئيس تحرير جريدة الراية القطرية الرأي، ويقول: "كنا نراهن على واشنطن، لتصبح على الأقل بنفوذها وهيبتها العالمية نداً لروسيا في سوريا، لكن وللأسف انكفأت الولايات المتحدة على نفسها وفقدت مصداقيتها ومواقفها المبدئية التي تتشدق بها، وأصبحت مجرد مطبل للسياسات الروسية".
مواجهة عسكرية بين القوتين
وفي قراءة لمغزى القرار وعواقبه المرتقبة، يتساءل فايز رشيد في جريدة الوطن العمانية: "هل ثمة احتمال لمواجهة عسكرية بين القوتين الأكبر المتواجهتين الآن في أجواء سوريا وقرب مياهها وقريباً من حدودها"؟
ولا يخفي الكاتب ترقبه لمواجهة محتملة، قائلاً: "يمكن القول بكل وضوح إن الخيار (والأصح قولاً المخطط) الأمريكي وحلفاءه الصهيوني وبعض العربي، قد اصطدم وتحطم في سوريا".
وعلى المنوال ذاته، يقول راجح الخوري في جريدة النهار اللبنانية: "يكفي أن يتأمل المراقب في شريط المواقف الأمريكية المتناقضة كي يدرك أن لا شيء يتحرك في سياسة أوباما حيال الأزمة السورية غير الترّهات".
ويضيف متسائلاً: "وماذا علينا أن نصدّق، هل أن صبر أمريكا قد نفد وأنها علّقت اتصالاتها مع روسيا، أم أن كيري يلهث فعلاً في الكواليس الديبلوماسية وراء لافروف لإحياء الهدنة المسخرة".
"المطامح التركية"
وتدين صحف عربية أخرى قرار البرلمان التركي بتمديد بقاء القوات التركية في العراق لمدة عام آخر.
وتبرز عدة صحف عراقية الخبر في صفحاتها الأولى، فتقول جريدة المشرق "الأزمة بين أنقرة وبغداد تتصاعد"، بينما تقول جريدة الصباح الجديد "العراق يلجأ إلى المجتمع الدولي لمعاقبة أنقرة".
أما محمد موج في جريدة العالم العراقية فيتناول الموضوع تحت عنوان: "المطامح التركية فـي الموصل تؤخر موعد الهجوم الأخير".
ويؤكد محمد خروب في جريدة الرأي الأردنية على ما يصفه بسوء النوايا التركية، مشيراً إلى أن الرئيس التركي كشف في "شكل صريح عن نياته الاستعمارية" حين قال إنه "يجب أن تكون أنقرة على الطاولة وأن لا تكتفي بالمراقبة".