حزب الاصالة يحشد انصاره بقصر المؤتمرات (صور)

أحد, 05/03/2017 - 20:53

حشد حزب الاصالة اليوم الاحد المئات من انصاره فى قصر المؤتمرات فى العاصمة نواكشوط بحضور بعض رؤساء الاغلبية.

وقال رئيس الحزب محمد عالي ولد أنبوخوخه اثناء كلمته بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني للحزب ان حزبه يحمل رؤية جديدة على الساحة السياسة ستمكن الشباب من الولوج الى المساهمة فى بناء الوطن.

واضاف الرئيس اثناء مداخلته ان الشعب الموريتاني سئم التجاذبات السياسية بين المعارضة والموالاة, داعيا الى التركيز الى ما هو اهم : بناء وطن ينعم فيه الجميع بالأمن والرفاه والتركيز الى الكيف بدل الكم وان يكون التعليم طريقا الى العمل لا جسرا للبطالة حسب تعبيره.

وهذا نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

‎والصلاة السلام على النبي الكريم

السادة رؤساء الأحزاب السياسية؛

‎السادة ممثلي الأحزاب والمنظمات؛

السادة ممثليالهيئات القيادية بحزب الاصالة؛

مناضلي حزب الأصالة؛

أيها الحضور الكريم؛

أيها المواطنون في كل مكان.

السلام عليكم ورحمة الله 

‎ينعقد المؤتمر الثاني لحزب الأصالة في ظرفية خــــــاصة، تتطلب تعاطيا جديا مع القضايا المستجدة على الساحة الوطنية، وفى هذا الإطار ومن أجل مواكبة الهم الوطني المشترك، والتعامل مع القضايا المطروحة وفق منطق المرحلة، يأتي مؤتمرنا الثاني إيذانــــــا بعهد جديد وفاصل، في المسار السياسي للحزب، وذلك بعد أن أعدنا ترتيب بيتنا الداخلي، وفق مبادئ الديمقراطية.

‎إن تنظيم المؤتمر الثاني يعزز القناعةَ أكثر، أن حزب الأصالة بات إطارا سياسيا يستوعب الشباب الموريتاني، من مختلف منابع وشرائح هذا الوطن الحبيب، وينمي فيهم روح الممارسة السياسية الناضجة، وحس الانتماء لهذا الوطن الواحد وروح المسؤولية اتجاهه، وبناء على ما سلف سنعلن خلال هذا المؤتمر بحول الله، عن هيكلةٍ إداريةٍ، لمختلف هيئات الحزب.

ايها السادة الحضور،

نحن في حزب الاصالة نمد أيدينا لكل الموريتانيين، الذين يحملون الهم الوطنيَ، وأبُوابنا مفتوحةٌ لكل الشباب الطامح للمشاركة بتصوراته وأفكاره للخروج برؤيةٍ لحل مختلف التحديات الراهنة، التي تواجه وطننا الغالي وتكريسا لرؤانا وتصوراتِنا، التي ما هي إلا ثمرة دراسة لمختلف آراء وتصورات مناضلي الحزب ومنتسبيه، من أطر وشباب غيورين على مصلحة البلد؛ قاسمهم المشترك مستقبل موريتانيا أولا.

 

أيها الحضور الكريم،

إننا في حزب الأصالة نؤمن أن الحوار هو البداية الصحيحة في اتجاه خلق تصور حقيقي وواقعي، لحل المشاكل الراهنة، وقد عززنا ذلك من خلال مشاركتنا في الحوار الوطني الشامل، وعبر دعواتنا لمختلف الأطياف السياسية، إلى الجلوس على طاولة الحوار، من أجل تجاوز ما يسميه البعض الأزمة السياسية الراهنة.

 

‎أيها السادة الحضور

إن نتائج الحوار والتعديلات الدستورية تشكل الحد الأقصى مما أمكن الاتفاق عليه أثناء جلسات الحوار وهي نتاج لنقاشات وأراء وتنازلات مختلف الأطراف، وإذا كنا فى حزب الأصالة لدينا تحفظ على بعض هذه التعديلات وعبرنا عنه فى الحوار، فإننا نؤمن بالديمقراطية واذا وافق الشعب او ممثلوه على هذه التعديلات فسنؤيدها دون تحفظ.

 

أيها الحضور الكريم

إن بلدنا اليوم مؤثر في المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى، فخلال أقل من عقد قادت موريتانيا الاتحاد الافريقي واستضافت القمة العربية وترأست مجلس جامعتها ولعبت دور الوسيط الفاعل لحل الأزمات وتفادي الأخطار التي هددت المنطقة، لهذه الأمور مجتمعة نهنئ رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، على هذا النجاح الديبلوماسي الذي تحقق تحت قيادته.

 

أيها الجمع الكريم  

في حزب الأصالة نؤمن بشدة أن الوحدة الوطنية هي صمَام أمان هذا البلد، وحمايتها باتت ضرورة ملحة وعاجلة، في ظل تنامي خطاب التفرقة، ودعوات التقسيم وإثارة النعرات الشرائحية والعرقية، ونلاحظ بقلق وجود جهات خارجية وداخلية تعمل على تقويض وحدة هذا الشعب الطيب، من خلال العزف على وتيرة العنصرية البغيضة.

وهنا نثمن ما تحقق من مكتسبات في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية، إلا أننا ندعو إلى مزيد من الجهود، ونتمنى أن تسير هذه الجهود بوتيرة اسرع، حتى تكون على حجم التحدي المطروح.

‎إن انتشار الفقر والأمية في بعض شرائحنا الوطنية، لم يعد مقبولا وهو حالة مرضية، يجب علاجها في أسرع وقت ممكن، وكما أن هيبة الدولة لا تعني القمع ومصادرة الحريات فإن الحرية لا تعني الفوضى، إن كرامة المواطن من كرامة الدولة.

ايها الحضور الكريم

نحن فى حزب الأصالة نطالب بفتح المجال للشباب الموريتاني بكل أطيافه، للمشاركة السياسية، وإيصاله مراكز اتخاذ القرار ليشارك برؤيته وتصوره، في رسم ملامح مستقبل موريتانيا جديدة ومتصالحة مع ذاتها.

‎إن الشباب عندنا  لا يتعلق بفئة عمرية معينة، بقدر ما هو رمز لكل فكر تقدمي وتصور حداثي يهدف إلى القطيعة مع ممارسات الماضي، وعقلية ما قبل الدولة والمواطنة.

وإذا كان الشباب هو العمود الفقري للمجتمع، فإن الطبقة العاملة هي وقودُه ومحركُه، ومن هنا ندعو إلى مزيد من تحقيق المطالب العمالية، وتفعيل قوانين الشغل، ونبني على ما تحقق من مكتسبات في هذا الخصوص، سواء في الوظيفة العمومية أو في القطاعات الأخرى، ولكن الطريق لا يزال طويلا ومشكل البطالة لا يزال مطروحا، وهناك شبه انعدامٍ لفرص العمل يشتت طاقة شبابية هائلة.

وهنا ندعو إلى خلق فرص عمل وبرامج تكوين عاجلة للشباب الراغب في الالتحاق بقطاع الصيد للاستفادة من طاقتنا الشبابية في سبيل تعزيز أهداف التنمية؛ ومحاربة الفقر والجهل ورفع مستوى المعيشة لكل المواطنين، ‎نؤمن أن التنمية لا تكون إلا بتضافر جهود كل الموريتانيين بشبابهم وكهولهم.

حضورنا الكريم

إن حزب الأصالة يدعو إلى تجديد الطبقة السياسية، عبر ضخ  دماء جديدة في الساحة السياسية الراكدة وفتح الطريق أمام خط ثالث خارج التصنيف التقليدي، بعيدا عن حيز التجاذبات السياسية القائمة بين المعارضة والموالاة. لقد مل المواطن البسيط صراعات السياسيين التي لا تقدم ولا تؤخر، بينما هو في الحقيقة معني في الأساس بالأمن والتنمية والنمو الاقتصادي والرفع من المستوى الاقتصادي وتخفيف معاناة محدودي الدخل والمهمشين، فالدولة لا تدار بالشعارات الفضفاضة والرنانة والمزايدات، بل بالحلول الاجتماعية والاقتصادية التي تحقق الامن والرفاهية للبلد.

وفي هذا المجال يرى حزبنا أن الشباب الموريتاني باتت تهدده ظواهر خطيرة مثل التطرف وتعاطي المخدرات وغيرها من المؤثرات العقلية التي أصبحت تشكل تحديا تنمويا حقيقيا، وهو الامر الذي يجب ان نتصدى له بحكمة وقوة.

‎هذه هي رؤيتنا وفلسفتنا التي يناضل الحزب من أجل تحقيقها.

‎وأقول للشباب الذي يتجاذبه اليأس والطموح، وخيبة الأمل وكذا الطبقة السياسية الراديكالية، لقد وصلتنا رسالتكم.

‎ونقول لكم معشر الشباب أنتم المستقبل الذي نعمل من أجله، والصعاب التي تعترضكم اليوم، لا يجب أن تكون مبعث تشاؤم أو سبب عزوف عن الاهتمام بالشأن العام، بل مصدر تعلق بالوطن، وإخلاص له، وعليكم بالعزيمة، فالعزيمة أقطع من السيف.

‎ومن هذا المنطلق أدعو النخبة السياسية إلى التفكير في شبابنا وأن تفسح له المجال للمشاركة وتقلد المسؤولية، وندعو إلى عقد حوار وطني للنهوض بالشباب حتى لا يبقى شاب أو شابة في دائرة التهميش.

أيها الحضور الكريم

‎إن التعليم هو الطريق إلى الإصلاح، ونحن في حزب الأصالة لدينا رؤية وطنية لإصلاحه، وذلك من خلال العودة إلي المدرسة الموريتانية القديمة، بمنظومتها التربوية الداخلية، ورعايتها التي تشمل أبناء الفقراء والأغنياء، وأثبتت التجربة أن خريجيها، مواطنون موريتانيون بغض النظر عن مشاربهم ؛ حصَّنتهم تلك المدرسة بمضمونها التربوي.

وهنا نؤكد انه لابد من القطيعة مع الإصلاحات المرتجلة، والتوقف عن التركيز على الكم دون الكيف، ولابد أن يكون التعليم بوابة للعمل لا جسرا للبطالة.

‎ولا شك في أن تدعيم منظومة التأهيل، والتكوين المهني، وتعميمها وإعادة الاعتبار لها، من مقومات نظرتنا الإصلاحية.

‎إن الحلم بموريتانيا آمنة ومزدهرة، هو ما نتطلع إليه، ونريد أن تتلاحم جهودنا وجهودكم من أجل تحقيقه لحاضرنا ومستقبل أطفالنا، هذه هي رسالتنا باختصار.

‎عاشت موريتانيا

‎السلام عليكم ورحمة الله