قبل الثورة الإسلامية فى إيران، كانت المنطقة بالكامل، وإيران منها، تعيش على ماينتجه الغرب من تكنولوجيا، لكن بعد مرور 45 سنة باتت الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية اليوم قادرة على تغيير قواعد اللعبة بالشرق الأوسط عموما، ومنافسة الغرب فى مجال ظل إلى وقت قريب يرفض أن يقترب منه غيره.
فى منطقة جمران يوجد منزل الإمام الخيميني الذى غير ملامح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إنه واحد من القلائل الذين صنعوا التاريخ المعاصر، وقادوا شعوبهم إلى التحرر والخروج من ربقة الإرتهان للغرب. لذا اليوم ينظر إليه فى طهران وأخواتها، كواحد من رموز الثورة ومقدساتها، إنه العالم الذى أطاح بالزمرة الفاسدة، وقوض أركان العمالة باحدى أهم دول الشرق الأوسط، وأكثرها نفوذا اليوم.
برعت إيران برغم الحصار الجائر فى صناعة الأدوية، وعلاج الأمراض السرطانية، وصناعة الأقمار الصناعية الخاصة بالبث التلفزيونى والإذاعى، بفضل سواعد أبنائها.
وهي اليوم من بين ثلاث دول تحتكر أغلب الطائرات المسيرة بالعالم، مما هز الغرب قبل أشهر،ودفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى اتهامها ببيع الطائرات المسيرة لروسيا فى مواجهتها الأخيرة مع أوكرانيا، لقد بدأت طهران تغيير قواعد اللعبة خارج حدود الإقليم بشهادة الغرب الثائر فى وجهها.
مع طوفان الأقصى كانت إيران ترسم ملامح وجه آخر من وجوه الصراع، لقد تمكنت من ضرب مدن الكيا الغاصب، برغم من حاملات الطائرات الأمريكية المنتشرة فى المنطقة ووكلاء الغرب.
تمتلك إيران قوة صاروخية بالغة الدقة والتأثير، ولديها فائض من الكهرباء، مما مكنها من تطوير الصناعات المحلية، وتشجيع الزراعة، وحل مشكل الكهرباء لبعض دول الجوار (العراق).
لاتمتلك إيران قوة عسكرية واقتصادية فقط، فلديها كوادر إعلامية مدربة، ووكالات أنباء فاعلة بالمنطقة (وكالة فارس) ، وهي وكالة يقع مقرها اليوم فى العاصمة طهران ولديها فروع بالمحافظات، وهي دولة سياحية كذلك، وبها العديد من المزارات والمناظر الجميلة، وخدمات الفنادق الراقية، ناهيك عن الأمن والهدوء التى تتمتع به محافظاتها البالغة 32 محافظة، مع توفير سبل العيش للمقيم والزائر بثمن رخيص، رغم الحصار الغربى الظالم، ولاتزال كما هي منذ 45 سنة، داعمة للمقاومة ورافضة للظلم ومحاربة للغرب الظالم بكل الوسائل وفى كل المجالات.
وتقول الجهات الإيرانية الفاعلة فى مجال التكنولوجيا والصناعة إنها تضع خدماتها تحت تصرف الدول الإسلامية دون قيد أو شرط، وإن التطور الكبير الذى شهدته خلال السنوات الأخيرة هو لصالح الأمة الإسلامية، ومن أجل تعزيز مكانتها فى مواجهة تحالف غربي لايريد لها الخير.