إننا في المنسقية العامة للدفاع عن حقوق المنقبين، كجهة مدافعة عن حقوق المنقبين وعن صون كرامتهم، لنعلن للرأي العام التنقيبي دواعي مقاطعتنا للزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية.
وقبل أن نبين تلك الأسباب، نود تذكير الجميع بأن المنقبين لم يتقاعسوا يوما عن الاحتفاء بمقدم رئيس الجمهورية إلى أي من ولايات التعدين.
فاستقبلناه بحفاوة كبيرة خلال زيارته للشامي السنة قبل الماضية كما تم استقباله، وحشد المنقبون له الحشود خلال زيارته السنة الماضية لمدينة ازويرات.
ولقد قمنا بالتحضير للزيارة الماضية إلى مدينة نواذيبو التي ألغيت بسبب وفاة أمير الكويت، وكنا نسعى من وراء ذلك إلى إيصال مطالبنا.
لذا لسنا معنيين بأحاديث المغرضين الذين جعلوا المنقبين شيعا معارضة وموالاتا، لسنا نحن مجتمع المنقبين في نفير المولاة ولا من عير المعارضة.
لسنا في مجتمع المنقبين الكادحين العصاميين - الذين نبذوا الكسل والخمول ورغبوا فيما عند الله- من جوغة المتهافتين تلك من متردية ونطيحة وما أكل التملق والتزلف.
فالمنقب الأصيل الذي يهمه هو تحقيق مصالحه ودرء المفاسد عنه.
ولكي نطلع رئيس الجمهورية والرأي العام الوطني على أسباب مقاطعة الزيارة، نورد الدوافع الآتية:
- تأخر الدعوة من طرف ولاية نواذيبو بوصفها الجهة المسؤولة عن الزيارة وتنظيمها، وتنسيق التحضيرات لها، وقد استدعت كافة الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وهمشت جموع المنقبين الذين نفخوا الروح في مناطق التعدين كلها، التي كانت أرض موات، وأصبحت تعيش الحيوية والنشاط وأضحت مناطق جذب للسكان بفعل كدح جموع المنقبين وليس بفضل الساكنة المحلية ولا شركات النهب الدولية.
- التهافت من قبل أدعياء هذا الحقل الذين ميعوا نضالاته ونشاطه.
- قناعتنا الراسخة في أن مثل هذه الزيارة لن تختلف عن سابقاتها التي لم تنعكس إيجابا على واقع المنقبين رغم طرحنا لكافة مشاكله على الرئيس مرارا وتكرارا في مثل تلك الزيارات.
- حنقنا الكبير على النظام برمته؛ الذي تأتي زيارة رأسه في خضم وضع كارثي لا يمر به واقع التعدين الأهلي فحسب بل هو الواقع المزري الذي يترنح فيه هذا الوطن برمته.
- تسبب هذا النظام في تعميق كارثة المنقبين وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير هو فرض الشباك الموحد سيء الصيت من طرف وكالة معادن موريتانيا لثلة من المتنفذين انتزعت من خلالها حق أصيل لكل إنسان حر، وهو حق التملك، وأضحى المنقب جراء ذلك الإجراء كالمجرم يطارد ويفتش ويلاحق في مراكز التعدين وخارجه.
- قناعتنا الراسخة بأن مثل هذه الزيارات هي مواسم لتبديد المال العام، وترسيخ دعائم نفوذ أباطرة الفساد من جنرالات ونواب وعمد ووجهاء ، حيث تظهر الجموع المحتشدة لزيارة الرئيس وكأنهم أتباع و"قطعان"؛ يتحكم فيها من طرفهم وباستطاعتهم أن يحشدوها لزيارة للرئيس ولو إلى كوكب المريخ.
- كما أن الطلبات والمناشدات التي رفعت إلى الرئيس بكل الوسائل المتاحة:
٠ من مسافة الصفر، يدا بيد وذلك في قصر المرابطون 24/11/2022.
٠ المراسلات الكتابية عبر الرسائل المفتوحة الموجهة إلى الرئيس بشكل مباشر.
٠الصراع مع الإدارة السابقة لمعادن موريتانيا ومقاطعتها وجعلها أمام مسؤولياتها عبر المراسلات واللقاءات البينية.
كل ذلك لم يشفع للمنقبين في فتح مقالعهم التي طردوا منها بل مازال الطرد المتكرر هو سيد الموقف.
كما أن وكالة معادن موريتانيا كجهة وصية أنشئت لهذا النشاط أصبحت أداة لتصفيته وخير دليل على ذلك ما كان من آخر قراراتها التي تسرق المنقب وتقضي على نشاطه فيما عرف بقرار "الشباك الموحد سيء الصيت"
ولهذه الأسباب سالفة الذكر، قررت المنسقية العامة للدفاع عن حقوق المنقبين عبر مكتبها التنفيذي مقاطعة هذه الزيارة لكونها لا تعني المنقب الأهلي الكادح المطحون، ولن تعود عليه بالنفع؛ فما لم يتحقق خلال مأمورية خمس سنوات لن يتحقق خلال أيام معدودات من عمر هذا النظام.
ونحن في المنسقية العامة للدفاع عن حقوق المنقبين نربأ بجموعنا الكادحة الطيبة أن تكون أدوات في يد ثلة من المتمصلحين الذين يستخدمون طبقات هذا الشعب الفقير في ترسيخ الظلم والزبونية وتبديد المال العام، وتدمير مفهوم دولة المواطنة وكينونتها.
ونقول لهم فلتسعكم حفركم وآباركم وبراريكم، ولتسجلوا على اللائحة الانتخابية فالمنازلة ليست في مدينة نواذيبو وإنما داخل صناديق الاقتراع.
والله من وراء القصد
عن المنسقية العامة للدفاع عن حقوق المنقبين
اللجنة الإعلامية للمنسقية العامة للدفاع عن حقوق المنقبين
مسؤول الإعلام، احمد جدو ولد محمد عمو
حرر بنواكشوط
بتاريخ: 20/04/2024