بسم الله الرحمن الرحمي
يوم القدس العالمي هو آخر جمعة من شهر رمضان المبارك. منذ عام 1979، في مثل هذا اليوم، تقام المسيرات والتجمعات في جميع أنحاء العالم لإعلان الدعم لفلسطين وإدانة الجرائم التي يرتكبها اليكان الصهيوني ضد الفلسطينيين. هذا اليوم هو إرث مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (ره) الذي سمى هذا اليوم تضامناً مع الفلسطينيين، والآن ليس في جميع البلدان الإسلامية فحسب، بل يحتفل بهذا اليوم جميع الأحرار في جميع أنحاء العالم.
إن يوم القدس هو تذكير لأكثر من سبعة عقود من احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين، فضلا عن معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة والقمع والظلم وانتهاكات الحقوق الفلسطينية.
وفي هذا العام، تكتسب المناسبة أهمية أكبر ونحن نشهد الجرائم الدولية، بما في ذلك الإبادة الجماعية، ضد الأبرياء في غزة واحتلال فلسطين المستمر طوال الأشهر السبعة الماضية. في الأشهر الأخيرة، حطم الكيان الغاصب الرقم القياسي لجميع المجرمين في التاريخ. في الأشهر الأخيرة، حطم النظام الغاصب الرقم القياسي لجميع المجرمين في التاريخ. إن قتل 33 ألف من الأبرياء، بينهم أكثر من 14 ألف طفل، وأكثر من 9 آلاف امرأة، إلى جانب مقتل أكثر من 100 موظف في الأمم المتحدة واستهداف أكثر من 136 صحفيا، كل ذلك يدل على الطبيعة الشريرة للنظام الإسرائيلي الذي ينتهك كل شيء. القوانين واللوائح تنتهك المبادئ الدولية وترتكب علناً جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
مقتل مدنيين، هجمات على المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، بالإضافة إلى قطع المياه والغذاء والوقود والدواء عن سكان غزة، تهجير قسري لآلاف الأشخاص، قتل صحفيين، تدمير مباني المنظمات الدولية المختلفة في غزة وغيرها أمام أعين العالم. والدول الغربية، وخاصة أمريكا وحلفاؤها،مازالت تدعم الكيان الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم الدولية.
النظام السياسي في إسرائيل هو نظام فصل عنصري يقوم على التمييز الشامل. إن جرائم هذا الكيان في الأشهر الماضية واستمرار جرائم هذا الكيان في العقود السبعة الماضية تظهر بوضوح أن هذا الكيان لا يخجل من ارتكاب أي جرائم.
ومن ناحية أخرى، بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن القضية الفلسطينية هي مسألة مبدأ وترتكز على معتقدات حول نصرة المظلومين. وتعتقد جمهورية إيران الإسلامية أن إنهاء الاحتلال الحالي لأرض فلسطين التاريخية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وممارسة حقهم في تقرير المصير هو الحل الأساسي الوحيد للمشكلة الفلسطينية. ولم تعترف إيران قط بالكيان الصهيوني. وقد اقترحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطة لعودة اللاجئين وإجراء استفتاء بمشاركة سكان فلسطين من المسلمين والمسيحيين واليهود، على أساس المبادئ الديمقراطية والقانون الدولي، وسجلتها رسميا في الأمم المتحدة في عام 2019. الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى دائما أن من واجبها نصرة شعب فلسطين المظلوم وتعتبر تحرير الأرض الفلسطينية بصورة كاملة وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف أهم حق للشعب الفلسطيني.
إن سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في موريتانيا، إذ تؤكد من جديد الدعم الشامل للشعب الفلسطيني المظلوم، تؤكد على ضرورة وحدة العالم الإسلامي وجميع الباحثين عن الحرية في العالم لمواجهة جرائم الاحتلال. ونظام الفصل العنصري الصهيوني وقتل الأطفال حتى تحرير كامل الأرض الفلسطينية، وتثمن الحكومة والأمة الموريتانية على مواقفه المبدئية الداعمة للشعب الفلسطيني المظلوم.
*جواد ابو سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى نواكشوط