قال رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير إن موريتانيا تقترب من الانهيار بسبب الأخطاء المشتركة لجميع قادته المتعاقبين الذين تميزوا دائما بحماية مصالحهم الشخصية والعشائرية، مع استثناء واحد أو اثنين، بدلا من المصالح المشتركة للوطن وسكانه.
وأضاف ولد بلخير في مقابلة مع صحيفة القلم الصادرة باللغة الفرنسية أن البلد أضعفه داخليا الوضع المستمر منذ أكثر من عشرة عقود، مردفا أن كل هذه الفراغات جعلت من البلاد فريسة سهلة للغاية، تثير كل الشهوات، لكنها تظل أرض الترحيب والضيافة الكريمة لجميع مواطنيها من إفريقيا، أو العالم، الذين يأتون إليها.
وشدد ولد بلخير - خلال تعليقه على الإعلان المشترك الذي وقعته موريتانيا والاتحاد الأوروبي يوم 07 مارس المنصرم - على أن إنكار الحكومة لن يغير من واقع المخاطر التي لا يمكن تصورها، والتي تتعرض لها البلاد، وجميع سكانها الأصليين.
وأضاف ولد بلخير "في مواجهة سلوك الرأي الوطني المثقل بجرائم، وجنح عدم الإدانة، والصمت المذنب، بسبب حب الكسب، ولامبالاة السكان، الذين أضعفتهم، ومزقتهم، انقساماتهم المتعددة، والتي تفاقمت، بسبب الظلم العام، والجوع، والعطش، والمرض، والجهل، والظلام، الذي لم يعد يستثني حتى النخب والحكام، ألا يحق لنا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال الأخير: إلى أين نسير؟".
وأكد رئيس حزب التحالف الشعبي أن رد فعل حزبه على توقيع هذا الإعلان كان أكثر تمردا وسخطا لأن جميع الوطنيين يشعرون بالخيانة، إلى أعلى درجة، من قبل قادتهم، الذين لا يحترمون الدستور، وقسم التنصيب، والجمعية الوطنية، وخارج أي استشارة للشعب، لقد وقعوا في فخ وأُهينوا علناً، كما فعل بالموريتانيين والمسلمين من قبل أوروبا اليهودية المسيحية دائما.
وتساءل ولد بخلير: "ما الذي يجب علينا أن نفكر به، حتى في اختيار تاريخ 07 لتوقيع اتفاقية الذل والعار التي تتناقض مع تاريخ 23/10/7 المجيد الذي وقعته حـــــ..ـــمــــــ..ــــاس؟"، لافتا إلى أن ائتلاف جميع حكومات الغرب اليهودي المسيحي يحاول علناً، لا سمح الله، استئصال غـــــــــــــــــــــــــــــــ...ــــــزة الصغيرة مع سكانها الفلسطينيين الشجعان، من على الوجود، لسبب وحيد هو أن كل هذه القوى المهيمنة تسعى لحرمان هذا الشعب البطل، والمقدام، من حق الدفاع عن أرضه ضد الاحـــتــــــــــــــــ...ــــلال التعسفي.
وأردف ولد بلخير أنه بالإضافة إلى التجاهل الواضح للاتفاقيات والقواعد والمعايير الدولية، التي تعتبر اليوم عملا تمييزيًا، مثل الفصل العنصري بالأمس، لا يشكل تنبيها أو يقود لأي تردد، مما يدل بشكل قاطع على عدم قدرة هؤلاء على القيادة، وهو ما تنبهت له أوروبا، فلو كانت لديهم القدرة على القيادة، لما تجرأت على مواجهتهم بمكافأة "مندريش".
كما تساءل ولد بلخير قائلا: "ما الذي يمنعنا من استنتاح أن هدف أوروبا غير المعلن، هو إعادة استعمار، هذه المنطقة الشاسعة، ذات الكثافة السكانية المنخفضة والخيرات الكثيرة، والتي (تعود أول قوة مركزية لها، إلى استعمارها من قبل فرنسا)، إضافة إلى أنها بدون سيد، وإعادة استعمارها، تكون أولاً، بالمهاجرين الذين طردوا من الديار الأوربية، وربما مستقبلا من قبل العديد من الصهاينة الفارين من فلسطين التي لن تكون أرض ميعاد لأوهامهم.
واعتبر ولد بخلير أن فرنسا تركت في الواقع القبائل العربية، والزنجية التي لا تزال تشترك في الإسلام كدين لله الحمد، والتي ترغب أوروبا ربما من وراء هذا الاتفاق في تلويثها، عبر توطين مهاجرين غير مسلمين، لتعود هذه البلاد إلى عاداتها القديمة المتمثلة في عدم الثقة، والمشاجرات، والصراعات، من أجل النفوذ، كل ذلك يمكن أن يحدث لا قدر الله، دون أن نمنح أنفسنا أبدًا الوقت للجلوس معًا والعثور على الدولة، وأنماط تنظيمها التي تناسبنا بشكل أفضل.
وشدد ولد بلخير على أن الشكوك والتحديات لا تضع القبائل أمام احتمال مواجهة بينية فحسب، بل أيضا قد تقودها إلى مواجهات ضد بعضها البعض.