بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
بيان من الخلافة العامة للطريقة القادرية
طالعتنا مواقع يوم أمس بخبر مفاده أن السلطات تنوى توحيد صلاة العيد في حاضرة النمجاط العاصمة الروحية للخلافة العامة للطريقة القادرية خلف إمام معين
وعليه فقد رأينا أن نبين للرأي العام مسائلا متعددة
المسألة الأولى:
إن الدولة دولة إسلامية والنظام القائم فيها نظام إسلامي
مالكي المذهب أشعري المُعتقد
يتمتع بحكمة وحنكة ورزانة ودراية وتجربة في خدمة الدين والدنيا
وما يوحد صفوف الناس ويخدم السلم الإجتماعي إنطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف
وتوجهات فخامة رئيس الدولة الشيخ محمد بن محمد أحمد بن الشيخ الغزوانى الرشيدة والمؤسَّسة على أساس متين من علم شرعي وقانون مصدره الاؤل الشريعة الإسلامية
وهو ما يكذب قطعا تدخلها فى أمور كهذه من فرض الناس على إمام لا يريدونه وهو ما ورد ت فيه أحاديث عديدة منها (يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فإنْ كَانُوا في القِرَاءَةِ سَوَاءً، فأعْلَمُهُمْ بالسُّنَّةِ، فإنْ كَانُوا في السُّنَّةِ سَوَاءً، فأقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فإنْ كَانُوا في الهِجْرَةِ سَوَاءً، فأقْدَمُهُمْ سِلْمًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ في سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ في بَيْتِهِ علَى تَكْرِمَتِهِ إلَّا بإذْنِهِ. [وفي رِوَايَةٍ] مَكانَ سِلْمًا: سِنًّا.
الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
ومنها عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال : " ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا: رجل أمَّ قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان .
وفي رواية ابي امامة
ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذآنهم
وعد منهم إمام قوم وهم له كارهون
وفى رواية ثالثة
ثلاثة لا يقبل الله صلاتهم ولا تصعد لهم حسنة
ومنهم من ام قوما وهم له كارهون
وهذا اكبر دليل على عدم جواز. جبر الناس على أمام معين لأن فيه إبطال وإسقاط لصلاتهم وفيه إذكاء لخلافاتهم وشحنائهم أما تقديم ولاة الأمر للرجل يصلي بالناس فتسقطه امور عديدة منها
أولا- أن تكون بينهم شحناء أوخلافات أو شهرة من تقدمه بإرتكاب البدع سدا لذريعة الفتنة التي هي نائمة ولعن الله من أيقظها والدولة أعلم بهذا وأحرص على تنفيذه
ثانيا - أن كل مسلم يسعى للصلح مع أخيه المسلم أمتثالا للحديث
لا يجوز لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث أوكما قال صلى الله عليه وسلم وحديث المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا
لاكن ذالك لا يكون بالقوة وفرض أحدهم على الآخر
إنما يكون بالسعي بالصلح والمجادلة بالتى هي أحسن بين طرفي النزاع
وكل اهلل بلدة اعرف وأدرى بأسباب خلافاتهم ومشاكلهم الداخلية
وما يذكيها ويثيرها ويزيدها وينقصها
ثالثا- هي أن الحق أحق أن يتبع
ففي مشيخة الطريقة القادرية في النمجاط شيخ مبايع ومقدم بطريقة شرعية قانونية محمية بالشريعة والقانون وعقود المؤمنين منبرمة على الصحة ومن المعلوم أن البيعة
لا ينقضها خروج الثلة على صاحبها ولا نقضهم لعهودهم والذنب على من نقض العهد ودائرة السوء عليه
ويبقى المبايع له شرعيا ما دام يحوز ما بويع عليه وهو الواقع والحال مع الشيخ سيد الخير بن الشيخ بونن بوصفه بويع بيعة شرعية منعقدة بأهلها الشرعيين وهو قائم بها
رابعا - السلم الإجتماعي ووجوب الحفاظ عليه فنحن والحمد لله في دولة مسلمة ومدنية وديمقراطية
يحمي فيها القانون كل مواطن
ومن المعلوم أن فرض الأمور بالقوة فى زمن الصفاء والسلم يخلق جوا من الإضطراب والخلاف اما اذاكان فى زمن الخلافات وعدم التفاهمات فذالك أشد وأخطر من غيره
ومن المعلوم ان لكل شيخ من اهل النمجاط تلامذته ومريدوه وطلابه وأهل نصرته وشيعته يعتقدون فيه ويقدمونه على أنفسهم وأبنائهم
وأغلبهم من دول مجاورة
لا تخضع لمعايير دولتنا إلا بالأمور القانونية المحضة الملزمة المتبادلة بين الدول فإرغامهم على الصلاة خلف شخص معين لا يخدم ماقدموا من أجله ولا يخدم إتفاقيات الدول بينها ولا يخدم حق الجوار ولا يخدم القادرية نفسها ولا أهل النمجاط
وقد يخرج فى بعض الأحيان عن السيطرة والسكينة والسلم
ومن المعلوم ان إقامة صلاتين في النمجاط أمر وقع مرارا في أزمنة فائتة ولم تتدخل السلطات لفرض إمام معين على الناس ومن المعلوم شرعا أنه إذا ضاق المسجد جاز تعدد المساجد فى البلدة الواحدة ولو الى عشرين مسجدا وإماما لذالك
رأينا ان نبين للرأي العام
أن ما نشرته بعض المواقع يوم أمس
لا أساس له من الصحة ولا يستقيم
وأن الدولة راعية وحامية وحاضنة وامُُ للجميع دون إصطفاف ولا تمييز ولا إنحياز .
نسوي مشاكلنا ونصلح خلافاتنا بيننا
تحت ظلها ورعايتها وحمايتها لمصالح وحقوق كل فرد من أبنائها
ولا ضرر ولا ضرار
المكتب الاعلامي للخليفة العام للطريقة القادرية
الشيخ سيد الخير بن الشيخ بونن بن الشيخ الطالب بوي