لا شك ان وراء الرجل سر او انه ذو حظ عظيم، عندما تسمع اسم مسغارو ولد اغويري اول ما يتبادر الى ذهنك هي صورة ذلك الضابط المهيب بروحه المرحة و اسلوبه الدبلوماسي الذي ربما كان سببا رئيسيا في تقلده مناصب مهمة في مفاصل الدولة الى ان تقاعد.
ذلك التقاعد الذي اثار كثيرا من اللقط حوله ما بين مؤيد و منتقد بسبب ما حظي به من اهتمام وتغطية اعلامية، حيث تميز بالكم والكيف في نوعية المؤيدين و من جميع اطياف المجتمع و جهاته وتنوعه العرقي ولذلك دلالات سياسية قد تخدم الرجل في مستقبله السياسي لاحقا بغض النظر عن توجهه السياسي.
من الناحية المهنية كلل الرجل بكثير من النجاحات لعل ابرزها نجاحه الباهر في انشاء سلك امن الطرق بتكليف مباشرة من الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، و ادارة الناجحه للصراع ما بين المحمدين في ازمة مرجعية الحزب و الدوله حيث ظل الرجل على مسافة متوازية بين الإثنين و لعب دور الوسيط بينهما في مرحلة ما من الصراع، واحتفظ بعلاقته بمحمد ولد عبد العزيز رغم ان الأخير مغضوب عليه من اوساط الدولة العميقة و رغم ان مسقارو يشغل منصب حساس و مهني نوعا ما الا انه ظل متمسكا دائما بالخيار الدبلوماسي كأنجع طريقه لحل الخلافات.
سياسيا يحظى الرجل بسمعة جيدة قي اروقة الدولة العميقة وليس لهه كثير من الاعداء، كما يعرف عنه الولاء للدولة و انضباطه العسكري و المهني وفهمه العميق لمآلات الأحداث الأمنية ولمجرياتها السياسية وقد ظهر ذلك جليا في موقفه من احداث محاولة الانقلاب الفاشلة 2003 على ولد الطايع و انقلاب 2008 على سيدي ولد الشيخ عبد الله رحمه الله و على المستوى المحلي لمنطقته ليس للرجل منافس قوي كما انه يحظى بصداقات جيدة مع وجهاء جميع مناطق موريتانيا.
اجتماعيا ولعلها هي الأهم في شخصيته يحرص الرجل على ان يعطيك انطباع أولي جيد اول وهله مهما كان الموقف و مهما كانت شخصيتك، و يحرص دائما على الحفاظ بعلاقته مع جميع ممن يحيطون به، كثير الدعابة و طليف الوجه متفائل وايجابي في ردود افعاله، بأختصار شخصية جذابة للجميع.
يأخذ على الرجل في بعض الاوساط ولائه الزائد للحكومة و تمسكه بوسطه الاجتماعي وعلاقاته مع البشمركة و بعض المدونين ، لكنها تظل دائما انتقادات سطحية و غير منصفة لمسيرة ضابط محنك سياسيا.
لكن السؤال الكبير و الذي يتردد في اذهان الجميع
ماهي مآلات الرجل سياسيا بعد هذا المنعطف هل مازالت الدولة تعلق عليه آمال في خدمتها سياسيا، ام انه يحضر لمرحلة سياسية جديدة معتمدا على شعبيته و حنكته السياسية ليقع في الفخ الذي وقع فيه الرؤساء السابقون ولد هيداله و ولد محمد فال و لد عبد العزيز ام ان له سيناريوهات اخرى.
من المؤكد ان من يتمتع بمثل مؤهلات هذا الضابط المتوقد بالسياسة و الطموح لن يترك المعترك السياسي بسهولة مهما كانت الاغراءات وهنا تكمن الخطورة و يكمن التحدي، وبين هذا وذاك تكتمل سيرة ضابط ظل دائما يحمل في نفسه سرا لا يعلمه الا الله.
سيدلمين يباوه- استشاري اعلامي
كل سنة وانتم بألف خير