تشهد العلاقات الموريتانية الإيرانية تطورا متصاعدا و ملحوظ الخطوات و قد اتضحت معالم هذا التطور عقب الزيارات المتعددة لوزراء ايرانيين الى نواكشوط، كان في مقدمتها زيارة السيد “حسين أمير عبد اللهيان” وزير الخارجية الإيراني، تلك الزيارة الرسمية التي ضمت وفدا رفيع المستوى إلى موريتانيا مطلع شهر فبراير من العام الجاري، و كانت مخرجاتها وفقا لتطلعات رئيسي البلدين فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، و فخامة الرئيس ابراهيم رئيسي، و نتذكر حينها ان الرئيس محمد ولد الغزواني، أثنى على العلاقات الموريتانية الإيرانية واصفا إياها بأنها "عريقة ومتينة"، و مثمنا فخامته (( الدور الإيراني في مكافحة الإرهاب)) والتأكيد على الإنجازات الصناعية والعلمية والتقنية التي حققتها إيران".
كما أن ما تلى هذه الزيارة و تبعها من لقاءات جمعت بين وزير خارجية إيران و وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الموريتاني في أبريل الماضي على هامش مشاركته في المعرض الدولي للقرآن الكريم المنعقد في طهران، و اللقاء الثنائي أيضا بين وزيري خارجية البلدين مؤخرا في نيويورك، عززت هذه العلاقة الأخوية و وطدتها بشكل أكبر، و هو ما تترجمه على أرض الواقع البعثة الدبلماسية الإيرانية الحالية في نواكشوط بقيادة السفير جواد ابو، الذي لم يمضي على مجيئه نصف عام و تمكن من خلق علاقات نوعية شبابية و اعلامية و رجال اعمال، و ليس إعلان سعادته قبل ايام عن إلغاء التأشيرة بين الجمهوريتين الاسلاميتين موريتانيا و إيران، إلا دليل على كفائته و صرامته، حيث أن هذه الخطوة في العرف الدبلماسي تعني الاهتمام و عمق المصالح و الرغبة الجادة في مستقبل زاهر من العلاقات الطيبة المبنية على المصالح المشتركة بما تعنيه الكلمة من معنى اقتصادي و سياسي و أمني و ثقافي و تطابق كبير في الآراء حول الكثير من القضايا الدولية و الإسلامية، الإقليمي منها و العالمي.
اشريف ولد العربي اعلامي وكاتب صحفي