انتقد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" سعي الحكومة ممثلة في الوزارة الوصية على التعليم إلى إعادة التعاقد مجددا مع العشرات من المدرسين المتقاعدين لسد النواقص الملاحظة في مواد علمية أساسية، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه آلاف الخريجين المؤهلين من الجامعات والمعاهد العليا المتخصصة من البطالة.
وأضاف الحزب في بيان صادر عنه أن الوزارة أعلنت عن ذلك "بدل الاكتتاب المباشر عن طريق مسابقة عامة ومفتوحة تستوعب المؤهلين من الشباب العاطلين عن العمل الباحثين عن أي فرصة تنتشلهم من الواقع المزري الذي باتوا يعيشونه جراء فشل السياسات التشغيلية للحكومات المتعاقبة التي تركتهم فريسة للبطالة مما دفع الآلاف منهم لركوب مخاطر الهجرة غير النظامية تاركين وراءهم وطنا لم تسعهم مقدراته ولم تتح لهم فُرَصُهُ بسبب استشراء الفساد والزبونية وسوء التسيير".
وأردف الحزب أن ذلك يتم "أمام عجز حكومي واضح عن استيعابهم ضمن الحياة النشطة وتوفير ظروف حياة كريمة يستحقونها عن جدارة".
وأعرب الحزب في قلقه البالغ لما وصلت إليها أوضاع المنظومة التربوية للبلد من خلل وتخبط سواء على صعيد السياسات الموجهة أو مخرجات العملية التعليمية ذاتها، وشدد على ضرورة التعاطي الرسمي الجاد مع الجذور الحقيقية لأزمة التعليم ومعالجتها بمعزل عن الحلول الترقيعية المرتجلة التي أثبتت التجارب المتكررة فشلها.
كما دعا الحزب لإرساء قواعد صلبة تؤسس لمدرسة جمهورية قويمة ترسخ مبادئ المواطنة الصالحة وتربي أجيال المستقبل على قيم الوحدة والتآخي بين مختلف مكونات اللُّحمة الوطنية بعيدا عن محاولات التوظيف السياسي وتزييف الواقع المتردي للمنظومة التعليمية خدمة لحسابات آنية ضيقة لا تخفى على أحد مراميها. وفق نص البيان.
وطالب الحزب الحكومة ممثلة بالوزارة الوصية بفتح حوار جدي مع الشركاء التربويين والاجتماعيين للعملية التعليمية للخروج بخريطة طريق واضحة لإصلاح أوضاع التعليم وفي المقدمة من كل ذلك تحسين ظروف المدرس وترقية المناهج بما يصون الهوية ويكسب رهان التنمية.