تراجع اهتام الصحف البريطانية الصادرة الخميس بالشأن العربي
والشرق أوسطي، وركزت الصحف بصورة كبيرة على عدد من القضايا المحلية، من بينها تعيين كريسيدا ديك كرئيسة لشرطة لندن، لتصبح أول امرأة تشغل ذلك المنصب.
البداية من صحيفة الفاينانشال تايمز ومقال بعنوان "روسيا تطلب من القوى الدولية إعادة إعمار سوريا". وتقول الصحيفة إن روسيا تطلب من القوى الدولية تقديم مليارات الدولارات لسوريا لإعادة الإعمار.
وتضيف أن الدول الغربية ودول الخليج، التي أغضبها التدخل الروسي في سوريا الذي حول دفة القتال الدائر هناك لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، لن تساهم في إعادة الإعمار إلا إذا ضمنت روسيا تسوية للنزاع تضمن انتقال السلطة.
وقال دبلوماسي غربي للصحيفة "تدخلت (روسيا) في سوريا. الروس يفسدون الأمور تماما، يحطمون كل شيء، ويريدون من الجميع تحمل التكلفة".
ويتوقع إثارة الأمر في المحادثات المدعومة من الأمم المتحدة في جنيف بين الحكومة السورية وبين المعارضة المسلحة التي تبدأ اليوم.
وحسبما قات دبلوماسي غربي للصحيفة، فإن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق اللأوسط، قال لاجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي في موسكو إن إعادة إعمار سوريا سيتصدر جدول الأعمال قريبا.
وترى الصحيفة إن المبادرة الروسية قد تواجه الكثير من التحدى، خاصة وأن الغارات الروسية كانت مسؤولة عن الكثير من الدمار في مدن مثل حلب. وتضيف أن النزاع في البلاد أدى إلى التدمر التام لأحياء كاماة وأدى إلى فرار الملايين من ديارهم.
"مراقبة الجهاديين"
ننتقل إلى صحيفة التايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "مراقبة الجهاديين". وتقول الصحيفة إن مقتل مفجر انتحاري بريطاني في العراق يوضح الثغرات في مراقبة الجهاديين، وإن هذا مؤشر غير مطمئن مع عودة مقالتي تنظيم الدولة الإسلامية إلى بريطانيا.
وتقول الصحيفة إن المفجر الانتحاري البريطاني الذي قتل في الموصل في هجوم لتنظيم الدولة على القوات العراقية، واسمه الاصلي رونالد فيدلر ولكنه يطلق على نفسه اسم جمال الحارث، كان ذات يوم سجينا في معتقل غوانتانامو الامريكي في كوبا.
وتضيف أن الحارث اطلق سراحه، كغيره من السجناء البريطانيين في المعتقل، دون توجيه اتهام، بعد الكثير من الضغوط والمساعي من الحكومة البريطانية.
وتضيف الصحيفة أن الأمر يجب أن ينظر إليه بمثابة إنذار، فالذين يعودون مما يعتبرونه حربا مقدسة يجب وضعهم تحت المراقبة، فقد أصبحوا متشددين وقد يضمرون السوء والشر لبريطانيا.
وتقول الصحيفة إن السجناء المطلق سراحهم من غوانتانامو سعوا للحصول على تعويضات من الحكومة البريطانية، زاعمين أن الحكومة كانت متواطئة في إساءة معاملتهم.
وتضيف أنه بدلا من الكشف عن معلومات استخباراتية حساسة في محاكمة علنية، أجرى الوزراء في نهاية المطاف تسوية مع 16 معتقلا، ويعتقد أن كلا منهم حصل على نحو مليون جنيه استرليني.
وتقول الصحيفة إن المعتقلين السابقين عادوا إلى بريطانيا على أساس اعتبارهم أبرياء. وترى الصحيفة أن الحكومة البريطانية يبدو أنها فقدت الاهتمام بهؤلاء المعتقلين السابقين في غوانتانامو ولم تنتبه إلى الخطر الذين يمثلونه.
"شرطة وليست سياسة"
وننتقل إلى افتتاحية صحيفة الديلى تلغراف التي جاءت بعنوان "شرطة وليست سياسة". وتقدم الصحيفة التهنئة لكريسيدا ديك التي عينت رئيسة لشرطة لندن لتصبح أولى امرأة تتولى قيادة شرطة العاصمة.
وتقول الصحيفة إن إدارة أكبر قوة للشرطة في بريطانيا، وهي شرطة العاصمة، مسؤولية كبيرة، وإن ديك لن تكون مهمتها سهلة بسبب الحالة التي ترك عليها الرئيس السابق لشرطة العاصمة الأمور.
وتقول الصحيفة إن السير برنارد هوغان هو اتخذ قرارات ذات طابع سياسي، وليس أمني أو شرطي.
وتقول الصحيفة إن ديك تعلم خطورة الزج بالسياسة في شؤون الشرطة، وأنها حتى تنجح علىها أن تتعلم من أخطاء من سبقها.