شهداء يرتقون وخنازير يدحرون وأنذال يتفرجون.!!!

أحد, 22/10/2023 - 11:19

إن التشبث بالأوطان والدفاع عنها هو ديدن كل الأحرار في العالم فكم نشبت حروب؛ ولقرون من أجل استرداد أرض سلبت من عدو غاشم.

ولئن كان هذا يحدث من أجل بلدان قد لا تكون بتلك الأهمية الاستراتيجية فكيف إذا كان الأمر يتعلق بأولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين ومسرى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.!؟

 

إنها الأرض المباركة، أرض الأنبياء فتلك مدينة الخليل نسبة إلى خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام، وهناك حكم سليمان عليه السلام العالم.

وفي تلك البقعة المباركة ولد عيسى عليه السلام ورفعه الله إليه.

ومن هناك أسري بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج وصلى بالأنبياء  في بيت المقدس قبل أن يعرج به إلى السماء.

إن أرضا مباركة مثل هذه لا يمكن أن يتخلى عنها ولو تم إفناء أهلها كافة.

فهي بهذا المعنى ليست أرضا للفلسطنيين فحسب ولا للمجاهدين من أبناء غزة؛ إنما هي أرض أمة الإسلام في كل مكان، والجهاد من أجل استردادها من أيدي الصهاينة المغتصبين؛ هو واجب كل مسلم في هذا العالم.

 لقد مثل ذلك السرطان "الصهيو غربي"؛ الذي زرعه الغرب بزعامة العجوز الشمطاء بريطانيا عبر الوعد المشؤوم "وعد بلفور"؛ ابتلاءا حقيقيا لهذه الأمة ومدى تشبثها بمقدساتها؛ فلقد خططت قوى الشر الغربية من أجل إيجاد موطئ قدم لها في الشرق الأوسط -تلك المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية تاريخيا وحضاريا وكونها مخزون العالم الكبير من الطاقة - فعمدوا إلى زرع "كيان لقيط" من شتات يهود العالم بعد أن كتب عليهم الجلاء في أصقاع المعمورة؛ وهم بذلك إنما يريدون أن يتحكموا من خلال ذلك الورم السرطاني الخبيث الذي نمى وترعرع على حساب شعب فلسطين العظيم وأرضه المباركة.

 

وبالفعل كان لهم ما أرادوا -ولو إلى حين- فمنذو خمسينيات القرن الماضي أضحت الإمبريالية الغربية تتحكم فى مصائر شعوبنا العربية؛ وهي من تدير دفة حكم شعوبها بوكلاء هم من أجلسوهم على الكراسي؛ وأمنوا لهم البقاء فيها.

وفي المقابل التزم الوكلاء بالحراسة الأمينة لحدود وأمن البنت المدللة غير الشرعية؛ لقوى الشر الغربية بزعامة آمريكا وابريطانيا.

وهكذا استحر القتل والتشريد والتهجير وقضم الأراضي في فلسطين؛ وسالت بحار من الدم الفلسطيني الزكي سبع عقود ونيف على مرأى ومسمع من كل العالم.

كنا صغارا ونحن نسمع في إذاعات العالم عن فظاعات الصهاينة ضد أشقائنا الفلسطينيين واليوم وقد بلغنا من العمر عتيا، لا زلنا نعيش نفس المأساة وإن كانت هذه المرة أشد وطأة بامتلاك العدو أحدث ترسانة الأسلحة الغربية؛ وأجهزة التحكم وأدوات القتل والتنكيل؛ بل وصل الحال إلى مشاركة قوى الشيطان؛ آمريكا بقوات ميدانية عسكرية فلم يكفيها الدعم المالي الوفير؛ إذ للصهاينة عندهم ما يريدون من أموال شعوبنا المنهوبة ولهم ما يريدون من السلاح ولهم "فيتو"؛ القذارة الذي استخدم ضد طلب روسيا والصين وقف الحرب على قطاع غزة المحاصر  والمجوع أهله الذين يأنون تحت حصار القريب قبل البعيد.

إنه زمن حلت به النذالة والوهن، لعالم الظلم والكيل بمكيالين هذا.

 إنه زمن تكالب فيها الأعداء على هذه الأمة بعد أن تخلت عن عزتها وكرامتها وأخلدت إلى الدعة وحب الدنيا وكراهية الموت؛ نعم لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"(قرآن كريم).

ورغم وطأة المحنة التي تمر بها الأمة فإن المنحة قد تأتي في خضمها؛ ويميز الله بذلك جنده وأولياءه وصفوته من هذه الأمة الذين يعضون على طريقه القويم بالنواجذ وهم قائمون على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، من هؤلاء -نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحد- المجاهدين من أبناء المقاومة في فلسطين من كتائب القسام وسرايا القدس وغيرهم من جند الله الذين ينوبون عن الأمة جمعاء في سعيهم الدؤوب لاسترداد مسرى نبيها صلى الله عليه وسلم.

وهم بذلك يقدمون أروع التضحيات فهم "فتية كهف" هذا الزمان الذين آمنوا بربهم وصدقوا ما عاهدوا الله عليه وسطروا أروع الملاحم ضد أعداء الله ورسوله؛ من أبناء القردة والخنازير قتلة الأنبياء؛ ولا يهمهم الثمن المدفوع -في النفس والأهل والمال- لأنهم بايعوا الله على تحرير القدس وأن تكون كلمة الله هي العليا.

إن طوفان الأقصى قد حرك مشاعر وأحاسيس أبناء هذه الأمة العظيمة في كل مكان؛ وأحيا فيهم معاني الجهاد والتضحية بالنفس والمال والأهل في سبيل الله.

وكما قال الشهيد الشريف صدام حسين رحمه الله في أحد خطاباته عن القدس وأهميته عند المسلمين؛ "ألا يستحق مسرى رسولنا صلى الله عليه وسلم، أن يتحمل من أجل تحريره التدمير والضرب ودفع فاتورة ضريبة تخليصه من براثين الصهاينة الأنجاس.!؟

نعم؛ لقد أبانت معركة طوفان الأقصى أن السبيل الوحيد والأوحد من أجل استرداد أرض فلسطين المسلوبة؛ هو الجهاد والجهاد وحده؛ إذ "السيف أصدق أنباءا من الكتب.."، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بها.

وأبناء القردة والخنازير لا يفهمون إلا لغة القوة وقد أذاقهم المجاهدون الغزاويون من كتائب القسام بعضا مما ساموا به شعب فلسطين من العذابات والتنكيل والقتل؛ فليذقوا وبال قبح صنيعهم.

لا شلت تلك الأيدي ولا نضب منبع الرجال ذلك؛ الذي أعاد للأمة مجدها وعزتها وصان كرامتها المهدورة؛ إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه بالنصر أو الشهادة.

إنها إحدى الحسنيين؛ ذلك وعد الله لا يخلف الله وعده.

 

وبهذه الملحمة البطولية الأسطورية التي عجزت جيوش دول مجتمعة عن القيام بها ضد الصهاينة رغم فارق العدة والعتاد بين المجاهدين وتلك الجيوش من جهة وجيش الغدر الصهيوني من جهة أخرى.

 

 إن صفحة جديدة في تاريخ الصراع بين الحق والباطل رأت النور؛ قوامها الحياة بعزة المؤمن وكرامته أو الشهادة في سبيل الله دفاعا عن مقدسات هذه الأمة المدنسة من طرف بني صهيون والغرب الكافر.

 

أنتم يا أبناء غزة السباقون والسابقون إلى دروب المجد والسؤدد والفوز برضوان الله ونحن اللاحقون بكم بإذن الله.

قلوبنا معكم  لن يترنا الله وإياكم الأعمال الصالحة والبذل والتضحية في سبيله سبحانه و تعالى.

 

وليخسأ بني صهيون ومن على شاكلتهم ومن شايعهم وناصرهم من الكفار والمنافقين فسيشف الله قلوب المؤمنين ويذهب غيظهم بدحر الصهاينة من الأقصى وبتحرير فلسطين؛ وليس الرعب والخوف والرهبة التي تتملكهم بعيد ملحمة طوفان الأقصى وما لحق بهم من تقتيل لألف ويزيد ما بين ضابط وجندي ومستوطن غاصب وإذلال بأسر الجنرالات ومئات الضباط والجنود إلا بداية دحرهم وإجلائهم الذي كتب الله عليهم في أصقاع المعمورة فقد كتب عليهم الجلاء وهذه كرته الثانية بدأت على يد شعب الجبارين من أبناء شعب فلسطين  المجاهد العظيم.

 

 

الكاتب، احمد جدو/ محمد عمو/ أكه.