عند الحديث عن الواقع الافتراضي، يفكر كثير منا في أفلام الخيال العلمي. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن هذه التكنولوجيا تمتزج في الوقت الحاضر مع حياتنا اليومية.
وتهدف هذه التقنية إلى إنشاء بيئة محاكاة تفاعلية كأنها حقيقية يعيشها المستخدمون، وتتكون هذه البيئة الافتراضية من مجموعة من العناصر والمحتويات الرقمية، مثل الصور والأصوات والفيديوهات والنصوص، التي تنشئ تجربة غامرة للمستخدم.
إن استخدامات الواقع الافتراضي في حياتنا اليومية عديدة، إضافة إلى اعتمادها ضمن مجالات الترفيه والسفر والتصميم الهندسي والتدريب العسكري، إذ تُستخدم، على سبيل المثال، في تدريب الطيارين والأطباء، وتحسين تجارب الواقع الافتراضي في ألعاب الفيديو الحالية.
ما الواقع الافتراضي؟
الواقع الافتراضي بيئة مُصممة حاسوبيا يتفاعل معها المستخدم، وهي مبنية باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة، مثل الرسومات الثلاثية الأبعاد والصوت المحيطي والتتبع الحركي، مما يسمح للمستخدم بالتفاعل مع العناصر الرقمية وتحريكها والتلاعب بها، الأمر الذي من شأنه خلق تجربة شاملة وواقعية.
ويُنظر إلى هذه البيئة من خلال نظارة الرأس أو خوذة الواقع الافتراضي، إذ يتيح الواقع الافتراضي للأشخاص الانغماس في ألعاب الفيديو كأنهم ضمن الشخصيات داخل اللعبة، أو تعلم كيفية إجراء جراحة القلب، أو تحسين جودة التدريب الرياضي لتحقيق أقصى قدر من الأداء.
ورغم أن هذا قد يبدو أمرا مستقبليا للغاية، فإن أصوله ليست حديثة كما نعتقد، ويعتقد كثير من الناس أن أحد أجهزة الواقع الافتراضي الأولى كان يسمى "سنسوراما" (Sensorama)، وهي آلة ذات مقعد مدمج تشغل أفلاما ثلاثية الأبعاد، وتنبعث منها الروائح وتولد الاهتزازات لجعل التجربة حية قدر الإمكان، ويعود تاريخ الاختراع إلى منتصف خمسينيات القرن الماضي.