كان الوقت يقترب من الظهر في يوم حار عند ملتقى "كرفور مدريد" وكانت الفتاة (س . م ) تقطع الطريق في
تلك اللحظة عندما سمعت نداءً متواصلا من احد الشباب , وكان وسيما ,يلبس بدلة انيقة وربطة عنق جميلة , , وتبدو عليه الجدية , وينادي بأعلى صوته :
"خاصتني امرة , اندور الا امره وحدة , قالتني امرة" وكان يردد هذه الكلمات باستمرار , وكانت الفتاة تصغي اليه باهتمام بالغ و ولسان حالها يقول : "وداعا للعنوسة و وداعا لشبح لبّار" اللعين الذي ظل يطاردني لفترة طويلة , وها أنا بعد الانتظار أرى بأم عيني ذلك الشاب الذي ارتسمت صورته في مخيلتي منذ ان كنت في السنة الاولى من الاعدادية.
والغريب في الامر ـ تقول في نفسها ـ انه لا يريد الا امراة واحدة ,مما يعني انه لا يفكر في "اظيار" والامور الاخرى التي يفكر فيها الرجال عادة , وهذا بالضبط ما يناسبني , وتساءلت : هل أنا فعلا محظوظة الى هذه الدرجة , أيعقل هذا , هل انا أعيش حقيقة ام أنا في حلم , أم هو "حمّان انهار والتخيلات"؟
واصلت الاقتراب من الشاب , وهو ما زال ينادي ويردد نفس الكلمات , واستجمعت شخصيتها وشجاعتها , وحاولت عبر حركات معينة أن تُلفت انتباه الشاب إليها , ونجحت في ذلك , ثم نظرت إليه بأعين حائرة وابتسامة مصطنعة , وسألته بهدوء :
انت لمره ال اتعيّط الها وكَـلت عنك ادور الّا امره وحدة , انت ادورها لاش؟
ابتسم الشاب ابتسامة فهمت منها انه لا يتفاعل معها كما كانت تتمنى , وأجابها قائلا :
"آن هو مول هذي التاكسي وخاصتني ابلاصة امره وحدة للداية الساته"
في تلك اللحظة دارت بها الارض ,وتحطم حلمها ,وأحست بجرح عميق ينغرز في كبرياءها ويجرح أنوثتها , ثم استجمعت قواها ,والعرق يتصبب من جسمها وقالت :
"نو نو آن اص واعدة توجنين".
اقرأ الاصل بالضغط هــــــــــــــــــنا