يحتفل العالم اليوم الخميس بـ"اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء"، الذي يتم إحياؤه في السابع من سبتمبر/أيلول الجاري. فما تلوث الهواء؟ وما آثاره على الصحة؟ وكيف يتم قياس نقاوة الهواء؟
وقالت الأمم المتحدة، في منشور على موقعها، إن موضوع هذا العام هو "لنعمل معا من أجل نقاوة الهواء"، ويركز على ضرورة إقامة شراكات أقوى وزيادة الاستثمار والمسؤولية المشتركة للتغلب على تلوث الهواء.
وتضيف أنه نظرا للطبيعة العابرة للحدود لتلوث الهواء، يتحمل جميع أصحاب المصلحة مسؤولية حماية الغلاف الجوي للأرض وضمان هواء صحي يستنشقه الجميع.
ودعت إلى التعاون بين القطاعات و"تجاوز النظرة المنعزلة في الحد من تلوث الهواء، والاستفادة من التمويل والاستثمارات نحو تدابير وحلول نوعية الهواء، إضافة إلى توفير العديد من الفوائد".
ما تلوث الهواء؟
يقصد بتلوث الهواء تلوث البيئة الداخلية أو الخارجية بأي عامل كيميائي أو فيزيائي أو بيولوجي يغير الخصائص الطبيعية للغلاف الجوي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويستنشق نحو 90% من الناس، خلال حياتهم اليومية، هواء ملوثا ضارا بصحتهم. وقد وصفت الأمم المتحدة تلوث الهواء بأنه أهم قضية صحية في عصرنا الحالي.
- استخدام الطاقة في البيوت لأغراض الطهي والتدفئة.
- المركبات ووسائل النقل.
- توليد الطاقة.
- حرق النفايات.
- الصناعة.
ما عواقب تلوث الهواء على البيئة والصحة؟
تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه من الضباب المخيم على المدن إلى الدخان المنبعث داخل المنزل، يشكل تلوث الهواء تهديدا كبيرا للصحة والمناخ.
ويتسبب تلوث الهواء المحيط (الخارجي)، سواء في المدن أو المناطق الريفية، في تشكل جسيمات دقيقة تؤدي إلى السكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الحادة والمزمنة.
وبالإضافة إلى ذلك، يتعرض نحو 2.6 مليار شخص لمستويات خطيرة من تلوث الهواء الداخلي أثناء استخدامهم لأغراض الطهي نيرانا مكشوفة ملوثة أو أفرانا بسيطة تستخدم وقود الكيروسين والكتلة الإحيائية (الحطب والروث والمخلفات الزراعية) والفحم.
وتعزى 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا إلى الآثار المجتمعة لتلوث الهواء المحيط وتلوث الهواء الداخلي.
وتقول الأمم المتحدة إن جزيئات التلوث الصغيرة التي لا ترى تخترق الرئتين ومجرى الدم والجسم. هذه الملوثات مسؤولة عن حوالي ثلث الوفيات الناجمة عن السكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وسرطان الرئة، فضلا عن ربع الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية، في حين يتسبب الأوزون الموجود على مستوى سطح الأرض، والناتج عن تفاعل عديد الملوثات المختلفة في ضوء الشمس، هو كذلك سبب للربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
كما أن رداءة الهواء تشكل تحديا لجميع البلدان في سياق التنمية المستدامة، ولا سيما في المدن والمناطق الحضرية للبلدان النامية، حيث تكون مستويات تلوثه أعلى من القيم الحدية العليا التي تحددها المبادئ التوجيهية لنوعية الهواء الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
كيف يتم قياس جودة الهواء؟
تأتي ملوثات الهواء من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الانبعاثات التي يسببها الإنسان -مثل استخدام الوقود الأحفوري في المركبات والطهي- والمصادر الطبيعية، مثل العواصف الترابية والدخان الناتج عن حرائق الغابات والبراكين.
تتم مراقبة جودة الهواء بأجهزة استشعار مصممة للكشف عن ملوثات معينة. يستخدم البعض الليزر لمسح كثافة الجسيمات في متر مكعب من الهواء، بينما يعتمد البعض الآخر على التصوير عبر الأقمار الصناعية لقياس الطاقة المنعكسة أو المنبعثة من الأرض.
تشمل الملوثات المرتبطة بالتأثيرات على صحة الإنسان والبيئة (الجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرومتر، والجسيمات الدقيقة التي يقل قطرها عن 10 ميكرومترات)، والأوزون على مستوى الأرض، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت.
كلما زادت كثافة الملوثات في الهواء، ارتفع مؤشر جودة الهواء، وهو مقياس يتراوح من صفر إلى 500. ويعتبر مؤشر جودة الهواء الذي يبلغ 50 أو أقل آمنا، في حين تعد القراءات الأعلى من 100 غير صحية.
ووفقا لشريك برنامج الأمم المتحدة للبيئة "آي كيو إير"، فإن 38 دولة ومنطقة فقط من أصل 117 دولة ومنطقة حققت متوسط قراءات صحية لمؤشر جودة الهواء في عام 2021.