ابتداءً أحمد الله سبحانه وتعالى علي ما نحن فيه من عافية وسلم رغم ما يتربص بالمنطقة من أخطار وبعد,
فهذه الجمل الاسمية في(العنوان) المتناغمةُ السّهلةُ النُّطقِ والتي كما تعلمنا من دروس الجامعة تفيد التقنينَ وتنزع للحقيقة تحمل من المعاني مالا تكفيه صفحاتٌ من التحليل لمن يريد ذلك.
ومعه تستغني عن تكليف المرْءِ صعوبةَ التفكير والتأويل إذ ترتكز أركانُها علي الأمن والوحدة والترابط اللاّبديِ بينهما بحيث حين نفقدُ الواحدَ يُفتقدان معا.
أضف إليه أن الوحدة والأمن ولما يتوفران يُضمنُ الوجودُ ومعه ما اصطلح على تسميته التنمية المستدامة التي أصبحت شرْطا أساسا لتنمية الديمقراطية.
وقد لا يخفى علينا جميعا كمثقفين المستوى الذي وصله التكالبُ والتَّواثُبُ علي خيرات الأرض ومعادنها بعدما تحَددتْ إحداثياتُها وقاربت النفادَ بعد فناء الموجود منها في الدول المتقدمة.
وما الحروب الساخنة والباردة أيضا التي يشهدها عالمُنا إلا نتيجة موضوعية لذلك الصراع بسبب المصالح بالمعني الواسع.
ثم إنه ليس من واجبنا أن نراقب ونشاهدَ الأخبارَ فقط دون أن نتفطنَ بشكل عميقٍ في الأحداثِ ونتخذَ التحصينات المطلوبة لتفادي وتقليل الأخطار علينا حال كونها ممتدة لا محالة إلي الجميع وذلك لجهة أن العالم أصبح قرية واحدةً.
فشبه المنطقة يعيش أحداثا متسارعة وتقلبات عديدة بين لاعبين من النوع الثقيل ولم يتحددْ بعدُ لمن ستكون الغلبة بينما تحَددَتْ الضحية المتمثلة في شعوب المنطقة :تنْهبُ خيراتُها وتداسُ كرامة أهلها.
إن هذا الجوار تصلُ عدْواهُ كامل المنطقة بل وتصيب أهلَها في مقتلٍ وتُنْشِئُ من الأوْحال مالا قدرة لأي مجتمع تحمله إلاّ إذا اتحدت كلُ مكوناته والتحمت قاعدتُه بقمته حتى زوال الخطر.
ثم إن ما تفعله الماكينة الحربية من سلاح وغيره تقوم به حربٌ أخري من نوع آخر يسمونها الحرب الغذائية وهي توازي الحروب الفيروسية لأن الفقر في الغذاء يُضعف المناعة وهو ما تفعله البكتريا بجميع أصنافها.
يسمونها حرب الغذاء بينما الاسم الحقيقي والذي يتحاشونه هو :حرب الجوع والتجويع.
كما أنه يظهر جليا أن من يعملون على تفقير الأمم من خلال استغلال مقدراتها إنما يمارسون عليها التجويع بحرمانهم إياها من المال المطلوب لسد الحاجات.
وعلينا كذلك ملاحظة الثورة التسليحية التي تشهدها المنطقة والتي لا مناص لنا من التعامل معها بحزم .
قد لا أكون الرجل المناسب للخوض في هذه المعطيات لكن واجبي يملي علي إثارتها أمام المعنيين للفت الانتباه والتيقُظ.
أري أن من واجبنا جميعا التركيز علي بناء مستقبل نستبشر فيه أمّة موحدة وعيشا كريما .
الوقت الآن لصالح التكافل والتكاتف والتكامل و التعاضد وليس للتنافر وعدم الألفة كي نترجم حقا المقولة المعروفة:*التنوع عامل قوة * .
ويتم ذلك من خلال اللّين المتبادل بين الجميع في التعاملات واقْتسام المعروف كل بحسب مجهوده .
ويكون كذلك من خلال تضامنٍ موثوق بين القمة والقاعدة يُبلغُنا ذروة التقدم في استقرارٍ وهيبةٍ نُوَرِثُهما للأجْيالْ,فإذا جاء دوُرهم لم يقابلوا ألغاما ولا أشواكا في طريقهم فتتوالى وتتتالى و تتلاحق النّعمُ.
قد لا أكون من وجهة نظر معينة ولجهة التموضع أكْفَأَ من يتناول هذا الموضوعَ لكن في الهم العام الكل في الأمر سيان.
أدام الله عافيته علي الجميع...