في الغالب يلتئم مجلس الوزراء كل أربعاء من كل اسبوع، و تشرئب الأعناق نحو نتائجه، لما تحمل من ترقيات لكبار الموظفين و صغارهم، و أحيانا في صفوف حملة الشهادات من خارج سلك الوظيفة العمومية.
غير أن هذا الأربعاء الموافق 12/07/2023، كان يوما مدمرا لٱمال وأحلام الوطنيين و ذوي الخبرة و الكفاءة، كان يوم إقصاء كل الأجنحة في الحكم من أصحاب الثقة و الأطر المقتنعة ببناء الدولة وفق رؤية رئيس الجمهورية ... كان يوما سَيطر فيه جناح أطر العشرية على جل الوظائف السامية
يوم الأربعاء هذا سَيُدوّنُ في تاريخ إجتماعات حكوماتنا بمداد غليظ أسود، لما جاء به من إعادة الثقة في وزراء و كبار العشرية بإمتياز، على حساب الكفاءات الوطنية!!!...
محل الإعتراض لا يتعلق بالتشكيك في إنتماء هذه الثلة من قيادات العشرية للوطن، و من المعلوم أن الدستور و القوانين و الأعراف، تكفل لهم حقهم كجميع الأطر الوطنية التعيين، وبخاصة إذا ما كانت الوزارات و المؤسسات العمومية التي أسندت لهم خلال حقبة العشرية، حققت نجاحات و ساهمت في زيادة رفع مستوى المعيشة و تقليص البطالة و سهلت الولوج للخدمة العمومية، لكن إذا كانت السمة الأبرز لتركتهم الوظيفية ساهمت في تردي الأوضاع المعيشية و إرتفاع نسب الفساد المالي و الإداري في القطاعات التي أسندت لهم، و مع كل هذا يعاد تكريرهم و تدويرهم و توزيرهم و تعينهم في أرفع الوظائف على حساب الكفاءات الوطنية ذات الخبرة العالية و الأخلاق!!!... هذا غير مفهوم و لا مستساغ.
عموما يبقى حدود إدراكنا قاصرا عن فهم سر بقاء قيادات العشرية في أعلا هرم الجهاز التنفيذي لنظامنا الحالي رغم ما سبق ذكره و رغم تضحياتهم الكبيرة في سبيل بقاء نظام العشرية، واحتكار الوظائف السامية في الدولة، على أنفسهم أو من أعلن والولاء التام لهم و البراء من كل ما سواهم و لو على حساب الوطن... إن هذا الأمر لجلل و محير، و إن لم يتم تدارك الوضع و بعث الأمل في الكفاءات الوطنية و خلق بيئة، التنافس فيها على أساس الوطنية و خدمة الشعب، لا على أساس الوشاية و إيهام النظام أن الملأ يتآمرون، وأن الدولة في هذه المرحلة لا تسع إلا لمن له تجربة سابقة في نظام العشرية او على الأقل في الأنظمة السابقة... خدعة أريدت بها السيطرة على مصادر الثروة و مراكز و القيادة في بلادنا.
أملنا في الله كبير، و ثقتنا في رئيس الجمهورية راسخة رسوخ الجبال، ومؤمنون بأن حوله رجال همهم بناء دولة القانون و التنمية، و ما هذا الأربعاء الأسود إلا جولة كسبت فيها ثلة قيادات العشرية وظائف سامية، ولكن الأيام حبلى، و سيعيد رئيس الجمهورية الأمل في قابل الأيام من خلال تعيين كفاءات وطنية تعيد التوازن على الأقل للمشهد السياسي، و تضخ دماء جديد في الجهاز التنفيذي تسهر على البناء ووقف نزيف هجرة الشباب و القوة الحية في المجتمع.
سيعيد رئيسنا السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بحول الله الثقة في نخبنا الوطنية المؤمنة بالوطن و الساهرة على بنائه.
د محمد الأمين ولد شريف أحمد