تستعد أسواق النفط في آسيا لزيادة صادرات النفط من أحدث وحدة من مصفاة الزور في الكويت، مع بدء المجمع في تشغيل الوحدة الثالثة والأخيرة لتقطير النفط الخام بعد أيام.
وتقول مصادر تجارية أن التأثير الكامل قد يصبح محسوساً في الربع الثالث من العام مع تكثيف العمليات.
وتعد المصفاة، التي بدأت عملياتها التجارية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، واحدة من عدة منشآت كبرى على مستوى العالم تبدأ الإنتاج هذا العام، مع توقعات بأن تؤثر زيادة المنتجات النفطية وصادراتها على هوامش التكرير.
وأظهرت بيانات من شركة «كبلر للتحليلات» أنه مع تشغيل مصفاة الزور، سجلت صادرات الكويت من المنتجات المكررة، ومن بينها زيت الوقود والديزل ووقود الطائرات والنفتا، مستوى قياسيا شهرياً بلغ 2.8 مليون طن متري في يونيو/حزيران.
وزادت مصفاة الزور من طرح مناقصات زيت الوقود منذ نهاية 2022. وتصل حصة كبيرة من منتجاتها إلى آسيا والشرق الأوسط، مما وضع ضغوطاً على هوامش مصافي التكرير المنافسة.
ووفقا لبيانات تتبع السفن من «رفينيتيف» و»كبلر»، تتجه معظم صادرات زيت الوقود الذي يحوي كميات منخفضة جداً من الكبريت إلى سنغافورة والفجيرة في الإمارات حيث مخازن ومراكز رئيسية للنقل.
وكشفت بيانات تتبع السفن أن صادرات مصفاة الزور من وقود الطائرات تراوحت بين 50 ألفاً و200 ألف طن شهرياً في المتوسط منذ بدء تشغيل أول وحدة لتقطير الخام في نهاية عام 2022، مع توجه معظم تلك الشحنات إلى شمال غرب أوروبا.
غير أن مصدرين مُطَّلِعين في قطاع التكرير رجحا أن هذه الشحنات متعاقد عليها بما يعني أن من المستبعد أنها وضعت ضغوطاً على التعاملات في السوق الفورية.
وأظهرت البيانات أن صادرات زيت الغاز تتجه في الغالب إلى أوروبا أو أفريقيا، مما يخفف أيضاً من التأثير على السوق الآسيوية.
ومع ذلك، لا يزال المتعاملون في السوق الآسيوية ومراقبو قطاع النفط يترقبون ما إذا كانت مصفاة الزور ستحافظ على كمية الصادرات إلى آسيا أو ستزيدها في الأجل القصير.
وقال متعامل في زيت الوقود بسنغافورة «لم يطرحوا مناقصات(تصدير) جديدة مؤخراً ونعتقد أنه من غير المرجح طرح مناقصات حتى منتصف أغسطس/آب».
وذكرت بعض المصادر التجارية أن السوق الفورية لزيت الوقود منخفض الكبريت بشدة سجلت أداءاً سلبياً بعض الشيء مؤخراً رغم أن السوق استوعبت بالفعل تأثير إمدادات الزور على السوق الآسيوية.
وقال المحلل المختص بالنفط الخام وزيت الوقود في «رفينيتيف»، إمريل جميل «فقط عندما تشهد السوق كميات مستدامة من تلك الصادرات سيكون هناك ضغوط نزولية».
وذكر محلل تجاري ومصدر ثالث من قطاع التكرير أن أي تأثير للإمدادات على الديزل سيظهر على الأرجح في الربع الأخير من العام عندما يبدأ الطلب في أوروبا على التدفئة.
ومن المقرر أن تكون مصفاة الزور مُصدِّراً عالمياً عملاقاً لزيت الوقود منخفض الكبريت بشدة مع إنتاج ما يصل إلى 220 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل 12 مليون طن متري سنوياً تقريباً، ويمكن تصدير ما بين ستة إلى سبعة ملايين طن منها.
وبكامل طاقتها، يمكن لمصفاة الزور أن تنتج أيضاً حوالي سبعة ملايين طن من الديزل منخفض الكبريت بشدة، وأربعة ملايين طن من وقود الطائرات، وثلاثة ملايين طن من النفتا، من المتوقع أن تُصدر كلها.
وتُشغِّل مصفاة الزور «الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبك)» وهي شركة تابعة لـ»مؤسسة البترول الكويتية».