أبارك لكم معشر النواب الْـجُدُدِ دُخولكم قُبّة البرلمان بانتخابات شابَها الكثير من الضبابية، ورغم ذلك فقد فتح لكم التاريخ أبوابه لِتشهدوا أو تُراقِبوا مُستوى الفساد المتزايد ووقاحة المفسدين ولِترُدُّوا لهذا الشعب المظلوم مَظلمتَه وتُنصِفُوه، فقِفوا مع المظلوم أيّا كان، وتذكّروا أن الوقت يمر بِسرعة وأن الشعب سيُحاسب المؤتمنين المقصرين وأباطرة الفساد، وتذكّروا جيِّدا أننا في عصْرِ ثورة المعلومات التي تتكشّف بها يوما بعد يوم مخططات هذا النظام الفاسد.
وتذكّروا أننا بعد أشهر معدودة قد تنتهي بهزيمة نظام الفساد والقبيلة والرجعية والإقطاعية في الانتخابات القادمة أمام خياريْنِ إما انتخاب رئيس يقِظٍ يستمع لمعاناة شعبِه ويُضَحِّي براحتِه في سبيل حلحلة عشرات الأزمات، وإما اندثار كيان الدولة الموريتانية الغالية.
وأُذكّركم بالمسؤوليتيْنِ اللّتَيْنِ تحملتموها بدخولكم قبة البرلمان وهما:
ـ مسؤوليّة أمام الله سيُحاسبُكم على كل تقصير في تمثيل الشعب وعلى تضييع حُقوقه.
ـ ومسؤوليّة أمام هذا الشعب الذي يحتاج إلى ممثّلين أكفاءٍ وحفظةٍ لحُقوقَه أمينينَ لا يُـجامِلونَ الجهاز التنفيذي.
أيها البرلمانيون أنتم ممثلون عن الشعب محامون مدافعون عن حقوقِه وثرواتِه أن يُضَيِّعَها الجهاز التنفيذِي، فلا تنشغلوا بمجاملة رئيس ولا وزير ولا مدير، وإن مجاملة بعضكم قرارات الجهاز التنفيذي التي لا تخدم مصالح الشعب تطمس شرف مَقامكم وموقِعكم وتُلقِي بكم في مزبلة التاريخ.
سيدنا عالي ولد محمد خونه، وزير سابق ورئيس جبهة التغيير.
انواكشوط، بتاريخ 18 يونيو 2023.