رويترز: شددت دول أفريقية رئيسية على الحاجة إلى واردات الحبوب لحل مشكلة الأمن الغذائي، في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء مباحثات مع زعماء القارة حول مصير اتفاق يسمح بتصدير آمن للغذاء والأسمدة من أوكرانيا عبر البحر الأسود.
وكان بوتين قال يوم الثلاثاء الماضي أن روسيا تدرس الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي جاء بوساطة الأمم المتحدة وتركيا في يوليو/تموز من العام الماضي بسبب استمرار العقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة من بلده.
وقد ينتهي الاتفاق في 17 يوليو/تموز المقبل.
ويزور وفد من الزعماء الأفارقة أوكرانيا وروسيا مطلع الأسبوع المقبل في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 16 شهراً، وقال بوتين إنه سيتحدث عن الأمر خلال هذه الزيارة. وأشار فنسنت ماجوينيا، المتحدث باسم الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامابوسا، إلى أن الرئيس يعتقد أن نظيريه الروسي بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي متفقان معه بشأن «أهمية توريد الحبوب إلى أفريقيا للحد من انعدام الأمن الغذائي» في القارة.
وأضاف ماجوينيا في تصريح لرويترز «بالتالي فنحن لسنا على دراية بأي تهديدات بالانسحاب من اتفاق الحبوب».
وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال يوم الثلاثاء الماضي أن بلاده لم تتخذ قرارها بعد بشأن الانسحاب من الاتفاق. يذكر أن صادرات المواد الغذائية والأسمدة لا تقع تحت طائلة تحت طائلة العقوبات الصارمة التي فرضها الغرب على روسيا بسبب الحرب، لكن موسكو تقول أن القيود على المدفوعات المالية والخدمات اللوجستية والتأمين تشكل عوائق أمامها.
واشتكى بوتين من عدم وصول أي شيء تقريباً إلى الدول الأفريقية بموجب الاتفاق، وقال أن موسكو مستعدة لتوريد الحبوب مجانا إلى أفقر دول العالم.
وتصف الأمم المتحدة اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بالمشروع التجاري الذي يفيد الدول الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم.
وذكر وزير الخارجية الزامبي ستانلي كاكوبو في بيان أمس الأول أن الحرب في أوكرانيا والصراع في السودان «ألحقا خسائر فادحة بالمجتمعات الأفريقية، مما أدى إلى خسائر في الأرواح وانعدام الأمن الغذائي بسبب ارتفاع تكاليف الحبوب والأسمدة». ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، تم تصدير أكثر من 31 مليون طن من الحبوب بموجب الاتفاق، 43 في المئة منها إلى الدول النامية. كما شحن «برنامج الغذاء العالمي» التابع للأمم المتحدة أكثر من 625 ألف طن من الحبوب لعمليات الإغاثة. وكان من المفترض في بادئ الأمر أن تستمر اتفاقية الحبوب لمدة 120 يومياً قبل موافقة روسيا على تمديدها ثلاث مرات، لكنها حذرت أمس الأول من أن «النوايا الحسنة» لا يمكن أن تستمر للأبد.
وهاجم وزير الخارجية الأوغندي أوكيلو أوريم الغرب. وقال لرويترز «إذا كان صحيحاً أننا سنموت جوعاً إذا تعطل اتفاق الحبوب، فلماذا يبكي الغرب أكثر منا نحن الأفارقة؟ إنهم يذرفون دموع التماسيح»، مضيفاً أن أوغندا لن تتورع عن قبول حبوب مجانية من روسيا.